غسيل إعلامى - خالد محمود - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 9:13 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

غسيل إعلامى

نشر فى : الإثنين 3 ديسمبر 2012 - 8:35 ص | آخر تحديث : الإثنين 3 ديسمبر 2012 - 8:35 ص

كل مرحلة لها وجوهها، وكل قرار له مروجوه.. هذا ما تكشف عنه شاشات القنوات الفضائية وضيوفها. ما أثار دهشتى حقا أن الوجوه الدائمة التى كان يدفع بها حزب الحرية والعدالة خلال الفترة التى سبقت الإعلان الدستورى الجديد قد اختفت تماما من الظهور على الشاشات، لنجد مجموعة أخرى من الشخصيات التى تلف طوال الليل على معظم برامج التوك شو كعب داير وهى تفند حيثيات ضرورة الموافقة على الإعلان وتسريب مبدأ الإيمان به وجدانيا للمشاهدين، بأنه هو طريق الصلاح الوحيد لاستقرار مصر، وعندما اكتشف الرأى العام نظرية  أو فخ  خيار الشعب ما بين: الإعلان الدستورى أو مشروع الدستور ظهرت وجوه ثالثة تحاول أن تنحى فكرة النظرية الفخ من عقول الناس.

 

إن مسالة تغير الوجوه هذه لم أرها فى أى منطقة فى العالم فالمؤيدون لنظام أو فكر أو شخصية سياسية هم من يظهرون فى الصورة من بداية المشهد، والمعارضون كذلك، بينما نحن هنا اخترعنا فكرة: أن هذا القرار أو تلك السياسة تحتاج لفلان كى يمهد لها ثم فلان لكى يدافع عن مبدأ صحتها أو ترسيخها فى الوجدان وبمجرد الانتهاء من الهدف تظهر أسماء وشخصيات اخرى وجميعهم لديهم القدرة على إثارة نفس الجدل ونظرية الطرح واسلوب الحوار والكلام ومعارضة الطرف الآخر وكانها مدرسة ومنهج، لا يعطون أنفسهم فرصة للتفكير  لما يقولة الآخر، كل ما يهم هو توصيل رسالة واحدة معينة وتجاهل نقاط أكثر أهمية، لا يجيبون سوى عن السؤال الذى يخدم الغرض والهدف من الظهور الإعلامى واللافت للنظر ايضا انك تجد الإجابات واحدة والرسالة أيضا وكانما تخرج جميعا من ورقة صغيرة فى جيب الجاكت!

 

فى الإعلان الدستورى وجدنا تلك الوجوه تركز على ضرورة إقصاء النائب العام مثلا كمطلب ثورى وتجاهلوا الإجابة عن تحصين قرارات الرئيس ومجلس الشورى وبعد الانتهاء من الدستور وجدناهم يوحون للجميع بأن الشعب سيقول نعم على الدستور من أجل الاستقرار والنهضة والتقدم.

 

قطعا ما يحدث ينتمى إلى حشد ممنهج وهذا يمكن قبوله فى أشياء أخرى غير الإعلام التليفزيونى، فالمواطن العادى لا يمكن ان يتحمل عملية غسيل مخ من وقت لآخر وتعديل مؤشر فكره ومشاعره حسبما يريد النظام السياسى إقناعه به.

 

المشهد برمته يذكرنى باستفتاء 19 مارس على الإعلان الدستورى والذى تم الترويج له بعبارات «نعم واجب شرعى  نعم من أجل الاستقرار».. فهل ننتظر الآن نفس الاسقرار الذى عشناه بعد الاستفتاء الأول؟؟!  

 

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات