لم نكن ديمقراطية قط - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 5:34 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لم نكن ديمقراطية قط

نشر فى : الأربعاء 6 أغسطس 2014 - 8:25 ص | آخر تحديث : الأربعاء 6 أغسطس 2014 - 8:25 ص

نقلا عن المصدر السياسى نشرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية مقالا للكاتب تسيفى ساعر، يتحدث عن كون إسرائيل دولة غير ديمقراطية، لأنها قامت أساسا على الإقصاء ونبذ الآخرين من غير اليهود. جاء فى المقال؛ يُسمع الكثير من الندب للديمقراطية فى الأيام الأخيرة عقب سن قانون الحاكمية. وهناك سبب للندب لأن هذا فى الحقيقة قانون سيئ وخطير. لكن كى يموت شىء يجب أن يعيش قبل ذلك. فهل كانت ديمقراطية فى إسرائيل قبل قانون الحاكمية؟ والجواب لا.

لم تكن إسرائيل دولة ديمقراطية طول سنيها الـ65: فمنذ كان إنشاؤها إلى 1966 جرى تطبيق الحكم العسكرى على البلدات العربية فى داخلها. ومنذ كان احتلال الضفة والقطاع فى 1967 إلى اليوم تحكم إسرائيل أكثر من مليون فلسطينى يعيشون فيهما – وهم سكان يقعون تحت الاحتلال يُسلبون الحريات والحقوق الأساسية.

إن ما وجد هنا هو وهم ديمقراطية أو ديمقراطية لليهود فقط – وهذا التعبير تناقض يُبطل أصلا حقيقة التعريف. وهذا أحد الأوهام التى أُنشىء كثير منا نحن الإسرائيليين عليها. ليس من السهل أن نتبين الى أى حد تُشرب التربية والحياة هنا بالتحريف، بحيث يُظهر حك طفيف للسطح أن ذلك ليس سوى غشاءٍ على واقع مختلف تماما. ويتبين ذلك لعدد منا فى سن مبكرة ويتبين لآخرين بعد ذلك، وهناك من لا يتبين لهم ذلك أبدا بل ربما يفضلون عدم معرفة ذلك.

وأشار المصدر إلى الأمثلة البارزة التى ذكرها المقال لحكايات كاذبة مثل «استنبات القفر» أو مقولة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض» – وهذه مصطلحات أساسية فى الصهيونية تعبر عن التصور الذى تجاهل سكان البلاد. وكذلك أيضا «عمل عبرى»: وهو طموح يهود استوطنوا البلاد إلى العمل بأيديهم وألا يكونوا أسيادا لآخرين، ويُرى أنه إيجابى إلى أن ندرك أنه كان مصحوبا بإقصاء العرب من أبناء البلاد عن العمل. وهناك ظاهرة أخرى تُجل وهى إحياء اللغة العبرية. وهذه فى الحقيقة أعجوبة مباركة من جهة، لكنها من جهة أخرى تمت بإبعاد لغات كثيرة أخرى وثقافات أيضا فى عنف أكثر من مرة أيضا. ويبدو هذا أقل بهجة.

وتوجد أيضا كليشيهات مثل «يدنا ممدودة للسلام»، كما اعتاد الساسة أن يقولوا فى حين كانوا يشحذون السيوف. وكان ذلك بأساليب شتى وكذلك الحال اليوم أيضا بمساعدة شعارات مثل «لا يوجد شريك». ولا ينبغى أن ننسى بالطبع «الجيش الأكثر أخلاقية فى العالم». وهو نفس الجيش الذى احتجز للتحقيق فى الآونة الاخيرة ولدا فى الخامسة من عمره، والذى تنوى الدولة كى توفر عليه الوقت والموارد أن تُجلى 1300 فلسطينى عن بيوتهم فى جنوب جبل الخليل.

كان فى تاريخ الصهيونية أيضا خيارات تختلف عن خيار استعمال القوة البن غوريونى. فعلى سبيل المثال، وكما بيّن ذلك فى الآونة الأخيرة البروفيسوران تسفى بن دور وموشيه بهار، فى كتابهما «الفكر اليهودى الشرق أوسطى الحديث»، حذر مفكرون شرقيون فى مطلع القرن الماضى من استكبار أوروبى على سكان البلاد، ودعوا إلى حوار محترِم معهم لكن كلامهم وقع على آذان صماء. واقترح «حلف السلام» الذى قال به هوغو بيرغمان وغرشوم شالوم فى ثلاثينيات القرن الماضى طريقا آخر لكن عبثا. وفى النهاية أوضح المصدر السياسى رأى الكاتب بأن الدولة التى نشأت هنا آخر الأمر لم تكن برغم ادعائها «الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط». ويبدو أن الشرط الأول لإصلاح حقيقى إذا كان مازال ممكنا هو الاعتراف بأننا لم نفقد الديمقراطية الآن لأنها لم تسكن هنا قط.

التعليقات