هل لجوء السلطة الفلسطينية الأخير إلى مجلس الأمن كافٍ لمواجهة العدوان على باحات المسجد الأقصى؟ - تقارير - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 7:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل لجوء السلطة الفلسطينية الأخير إلى مجلس الأمن كافٍ لمواجهة العدوان على باحات المسجد الأقصى؟

نشر فى : الأحد 8 يناير 2023 - 8:50 م | آخر تحديث : الإثنين 9 يناير 2023 - 10:55 ص
نشرت صحيفة القدس الفلسطينية مقالين للكاتبين حمادة فراعنة، وبكر أبو بكر، أشادا فيه بلجوء السلطة الفلسطينية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، ووصفها بالخطوة الأكثر واقعية من تهديدات فصائل المقاومة التى لا تُنفذ، ومع ذلك رأى الكاتبان أن ما قامت به السلطة الفلسطينية ليس كافيا، وأن المقاومة الحقيقية هى الرد على الأرض بإنهاء حالة الانقسام الفلسطينى، وتراجع التطبيع العربى مع تل أبيب... نعرض من المقالين ما يلى:
بدأ الكاتب حمادة فراعنة مقاله بعنوان (ما هو الرد الفلسطينى؟) قائلا: يتضح أكثر فأكثر برنامج المستعمرة فى بلع فلسطين تدريجيا؛ إعلان المستعمرة عام 1948 على ثلثى أرض فلسطين، استكمال احتلالها عام 1967، زرع المستوطنات فى مناطق 67، ضم مدينة القدس وصولا إلى برنامج يتضمن أن القدس الموحدة عاصمة لهم، وأن الضفة الفلسطينية جزء من خارطة المستعمرة كما جاء فى نص برنامج حكومة نتنياهو الائتلافية:
«للشعب اليهودى حق حصرى، غير قابل للتقويض على كل مناطق إسرائيل (كامل خارطة فلسطين)، وستعمل الحكومة على تطوير الاستيطان فى جميع أرض إسرائيل، فى الجليل والنقب والجولان ويهودا والسامرة ــ الضفة الغربية»، لا يوجد وضوح أكثر من هذا الوضوح البرنامجى لحكومة التطرف والاحتلال الإسرائيلى.
فهل ارتقى الرد الفلسطينى لمستوى فعل قادة وبرنامج وائتلاف حكومة المستعمرة؟
الكاتب رأى أن التوجه نحو الأمم المتحدة، فعل ضرورة على المستوى الدولى، ولكن الفعل الفلسطينى على الأرض، فى الميدان، فى المواجهة هو الأساس. لقد كان الرد الفلسطينى على اقتحام شارون عام 2000 انفجار انتفاضة الأقصى، بقرار وفعل الفصائل الفلسطينية من «فتح» و«حماس» و«الجهاد» إلى «الشعبية» و«الديمقراطية» وباقى الفصائل، كل منهم وفق قدراته وإمكاناته.
اليوم، فى مواجهة برنامج الاحتلال المتطرف، يحتاج لفعل فلسطينى يرتقى لمستوى الفعل الإسرائيلى، لتقويضه تمهيدا لهزيمته، وهذا لن يتم، ولن يكون بدون إنهاء حالة الانقسام، وإلغاء مظاهر الانقلاب الذى قادته «حماس» وسيطرتها المنفردة على قطاع غزة، وإنهاء انفراد حركة «فتح» على سلطة رام الله، وعلى مؤسسات منظمة التحرير، لتكون جميع الفصائل الـ «14» شركاء فى الإدارة الفلسطينية، فى قيادة منظمة التحرير وسلطتها وحكومتها الموحدة.
الشعب الفلسطينى بحاجة لوحدة تشمل ثلاثة عناوين: أولا برنامج سياسى مشترك، ثانيا مؤسسة تمثيلية واحدة فى إطار منظمة التحرير، ثالثا أدوات كفاحية متفق عليها. هذا هو المطلوب، هذا هو الرد، فالوحدة والتحالف والائتلاف هو الرافعة للنضال الفلسطينى الذى يرتقى لمستوى الفعل الإسرائيلى كى يتفوق عليه.
منذ سنوات الفعل الفلسطينى المقاوم يعتمد على مبادرات شبابية من الشباب والصبايا، مبادرات فردية أغلبها غير منظم، غير منتمٍ للفصائل، ردا من أفعال شبابية ترفض الإذعان وقبول الاحتلال، مثلما ترفض التكيف مع ما هو قائم.
حركتا «فتح» و«حماس»، ملتزمتان مع المستعمرة، «فتح» مع التنسيق الأمنى بين رام الله وتل أبيب، و«حماس» مع التهدئة الأمنية بين غزة وتل أبيب، بواسطة طرف ثالث، بينما سلطة الاحتلال لا تتردد فى كسر اتفاقات التنسيق والتهدئة حينما تجد أن مصالحها الأمنية تتطلب غير ذلك، وخير شاهد على هذا الفعل ما فعلته فى شهر أغسطس 2022 باغتيال أبرز قيادات الجهاد الإسلامى فى غزة، وقبلها أيضا حينما اغتالت القائد الجعبرى، وغيره.
«فتح» و«حماس» أسيرتا التنسيق والتهدئة، وهو ما يعكس تواضع الفعل الفلسطينى فى المواجهة والمقاومة ضد الاحتلال.
الوحدة وإنهاء الانقسام بين الضفة والقطاع، بين «فتح» و«حماس»، بين سلطتى رام الله وغزة هو الخيار الذهبى الكفاحى الذى يضع النضال الفلسطينى على سكة تحقيق الإنجازات التراكمية وصولا إلى دحر الاحتلال برمته وهزيمته، فهل ينتصر الخيار الوحدوي؟ هل تنتصر إرادة «فتح» و«حماس»، ليكونا معا مع باقى الفصائل والشخصيات والفعاليات فى خندق واحد، وهم حقا فى خندق واحد.
• • •
فى ذات السياق والمضمون، قال الكاتب بكر أبو بكر فى مقاله بعنوان (شكرًا «بن غفير»!): الخطوة الرسمية الفلسطينية بالذهاب إلى مجلس الأمن كانت أكثر وقعًا من التهديدات الجوفاء من فصائل الصوت العالى والتشبث بالسلطة فى مقابل بيع الأوهام والأحلام للناس إذ توقفت منذ زمن عن متابعة تنفيذ تهديداتها المتكررة والتى فاقت الدرجة 7 على مقياس ريختر للزلازل والوضع متزلزل ولا درجة واحدة يسجلها المقياس؟
قم بما تستطيع القيام به بلا عنتريات، وخطوة تلو الخطوة نحو الهدف، وإن وعدت عليك بالوفاء فلا تَبِع الأوهام للناس. وتفجر فى وجه الخصم الثانويات فأنت جزء من كل، ومتى تحرك الجزء مهما كان تحركه فالقيمة النهائية جزء فقط. ما يستدعى من جميع حكماء الوطن حسن الاستجابة والتعاون والتوحد بدلًا من تهديدات بلا مضمون من مثل ما قاله مشير المصرى المتحدث الرسمى «لحماس» الذى قال على قناة إخبارية: «نقف باسم شعبنا لنسجل غضبنا على الحكومة الصهيونية الفاشية وبن غفير»! وأن: «مقاومتنا قادرة على وضع كل الكيان فى مرمى صواريخه»!، وهو شعار لطالما تكرر من سنوات بلا مضمون! ولكنه يستدرك بالقول بعيدًا عن مركز سيطرته الانقلابية فى قطاع غزة أن «هذه الاعتداءات والتدنيس ومخططات العدو هى دعوة لمزيد من الثورة والعمليات النوعية بالضفة والقدس»!؟ أى بالضفة والقدس ولا علاقة لقطاع غزة بالأمر!؟
مما لابد ذكره هنا هو تحية الموقف الأردنى الثابت والصامد من القدس وفلسطين، ومنه تقتطف مما قاله أمين عام اللجنة الملكية (الأردنية) لشئون القدس عبدالله كنعان حين أوضح أن «ما قام به وزير فى حكومة نتنياهو هذا يؤشر على أن الحكومة الإسرائيلية هى التى تقتحم والحكومة هى التى تدخل على المقدسات. هذا مخطط صهيونى فهم يريدون إسرائيل كبرى ويريدونها من البحر للنهر، ويريدون قدس بدون أهلها، وفلسطين بدون أهلها» مضيفًا أن «قضية القدس، قضية فلسطينية قضية أردنية بامتياز. ما يجرى على القدس أو فلسطين يجرى على الأردن، لذلك الأردن يعتبر أن القدس وفلسطين جزء لا يتجزأ من الوطن العربى ومن بلاد الشام ومسئوليته وصاية هاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية»، ليختم مؤكدًا: «لذلك فى حديث الملك عبدالله الأخير مع (سى إن إن) كانت رسالة موجهة إلى حكومة إسرائيل وإلى المجتمع الإسرائيلى وإلى المجتمع الدولى وإلى المناصرين لإسرائيل فى الغرب. وهذه الاقتحامات وهذا العدوان على الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية. هذا لا يمكن أن يسمح به الأردن على الإطلاق مهما كلف الثمن».
اختتم أبوبكر حديثه قائلا: إن المطلوب من العرب اليوم 5 أمور لمواجهة العدوان الإسرائيلى المتكرر وتغول المستوطنين المستعمرين والمستعمرات وتهويد القدس واقتحامات الأقصى وحصار القطاع، هى: إلغاء اتفاقات إبراهام، وإغلاق السفارات الإسرائيلية فى عواصم العرب، وإعادة الدعم المالى لفلسطين، والحفاظ على الأمن القومى العربى بفهم الرواية ومعنى وجود الدولة المحتلة فى قلب الامة. والعودة للألف قبل الياء ضمن المبادرة العربية (السعودية) للسلام.
حتى لتكن واحدة على الأقل نستطيع أن نعبر، ومؤكدين نحن معًا على أهمية وربما أولوية العامل الفلسطينى الوحدوى الداخلى الذى بقوته الجمعية قادر على جر كل الأمة باتجاه الخط الصحيح.

النص الأصلى:
http://bitly.ws/yFbp
http://bitly.ws/yFbq
التعليقات