هل مصير «تيك توك» يعتد به فى الاقتصاد العالمى؟ - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 1:52 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل مصير «تيك توك» يعتد به فى الاقتصاد العالمى؟

نشر فى : الإثنين 10 أغسطس 2020 - 8:05 م | آخر تحديث : الإثنين 10 أغسطس 2020 - 8:05 م

نشرت موقع «إندبندنت عربية» مقالا للكاتب «هاميش ماكراى»، تناول فيه تأثير «تيك توك» على الاقتصاد العالمى وكيف سيؤدى إلى ازدياد التنافس بين الولايات المتحدة والصين... نعرض منه ما يلى:
مثل مصير «تيك توك»، فى شكل غير متوقع، واحدة من أكبر القصص فى زمننا، وهى قصة ستساعدنا فى فهم كيف سيتطور اقتصاد العالم على الأرجح خلال السنوات الـ 30 المقبلة. كما أنها تتعلق بالطبع بالتنافس العالمى بين الولايات المتحدة والصين، وتخص أيضا العمل السياسى الأمريكى، والشئون المالية الدولية، والتفاعل بين التكنولوجيا والسلوك البشرى، والمعركة بين الشركات العملاقة العاملة فى قطاع التكنولوجيا الفائقة والواقعة على الساحل الغربى الأمريكى، إضافة إلى الدور الثانوى الذى قد تؤديه المملكة المتحدة فى اللعبة الكبرى فى ضوء تخطيط الشركة الأم لـ «تيك توك» لنقل مقرها الرئيسى إلى لندن.
أمر غير متوقع؟ نعم، إنه كذلك. فقد أصبح هذا، وهو تطبيق الفيديوهات المخصص للمتذاكين الذى يتحكم بحركة الشفتين، وتقل أعمار ثلثى مستخدميه عن 30 سنة. لكنه مهم جدا وإليكم ستة أسباب تبرر أهميته:
أولا: يُعتبَر «تيك توك» أول شبكة اجتماعية مبتكرة حقا تصدر من الصين. فحتى الآن لم تكن المنصات الصينية، بصراحة، سوى مستنسخات عن نظيرتها الأمريكية. إلا أن هذه المنصة مختلفة، فهى تظهر أن بكين تستطيع منافسة أمريكا بطريقة تعجز عنها أوروبا، مثلا.
ثانيا: يُدخِل التطبيق الصين إلى السوق الهندية، فازدياد عدد المشتركين الهنود جعل إجمالى تحميلاته يتخطى سقف المليارين. وستكون الهند قريبا الدولة الأولى فى العالم من حيث عدد السكان، متجاوزة الصين فى هذا المجال، غير أن الأولى إلى اليوم تعتبر الولايات المتحدة، لا الصين، قدوتها الاجتماعية والاقتصادية. وستظل على رأيها، لكن التطبيق هو المثال الأول على وصول «القوة الناعمة» الصينية إلى أحد البلدان الأهم لمستقبل العالم.
ثالثا، يشعر دونالد ترمب بغضب. وبغض النظر عن رأيكم فى الرجل، فهو يفهم بالفطرة وسائل التواصل الاجتماعى بطريقة بالكاد يعرفها حقا أى سياسى أمريكى يزيد عمره على 30 سنة. فهو يدرك أن تحكم الصين بمنصة مهمة لوسائل التواصل الاجتماعى كهذه سيجعلها حتما قادرة على التأثير فى العمل السياسى الأمريكى، بغض النظر عمن يكون فى البيت الأبيض أو أى حزب يحوز الغالبية فى الكونجرس.
رابعا، إذا تمكنت «مايكروسوفت» فعلا من التحكم بالجانب الأمريكى من «تيك توك»، سيضع ذلك الشركة الأمريكية القديمة العاملة فى مجال التكنولوجيا الفائقة فى تنافس مباشر مع منافساتها الأحدث، لا سيما «فيسبوك» و«جوجل». ويمثل ذلك أخبارا طيبة للمؤمنين بأن أفضل طريقة للحفاظ على التنوع أو التعدد فى مجال المعلومات والآراء (وجهات النظر) فى عالم متشظٍ تتلخص فى تنوع منصات وسائل التواصل الاجتماعى. وبعبارة أخرى، إذا برز نظام «أوليجوبولى» (احتكار القلة)، وأخشى أن طبيعة وسائل التواصل الاجتماعى تجعل احتكار القلة أمرا حتميا، فالأفضل وجود خمسة أو ستة لاعبين عمالقة بدلا من اثنين أو ثلاثة.
خامسا، للسمعة أهميتها. تتمتع «مايكروسوفت» بالاحترام، على الرغم من كل الشوائب فى أدائها، لا سيما أنها تستغل فى شكل عدوانى هيمنة برمجياتها منذ سنوات. وإذا تمكنت حقا من تولى مسئولية «تيك توك» فى الولايات المتحدة، فسيعود الفضل فى ذلك إلى الاحترام الذى راكمته على امتداد سنوات كثيرة. وقدرتها على شراء التطبيق ليست موضع تساؤل. فالقوة المالية لقطاع التكنولوجيا الفائقة فى الساحل الغربى مذهلة بكل ما للكلمة من معنى، لكن الشركات الأعضاء فى النادى التى تُعتبَر حسنة السلوك تملك مجالا أوسع لنشر تلك القوة مقارنة بالشركات السيئة السمعة.
وأخيرا، هناك مسألة الانتقال المحتمل للمقر الرئيسى للشركة الأم للتطبيق، «بايت دانس ByteDance» إلى لندن. ووردت تعليقات كثيرة حول الأمر بعبارات جيوسياسية. فهل ستزعج خطوة كهذه دونالد ترمب بما أنه يحاول حظر التطبيق فى الولايات المتحدة؟ وهل ستشير إلى هدنة بين الصين والمملكة المتحدة فيما يتعلق بخلافاتهما الجارية حول هونج كونج و«هواوى»؟ وماذا يعنى الأمر بالنسبة لدور المملكة المتحدة فى العالم بعد بريكست؟
يختتم الكاتب «هاميش» مقاله فيقول: «أفهمُ هذه الأنواع من الأسئلة لكننى أرى أنها غير مهمة كثيرا على الأمد البعيد. فالمهم هو إدارة العلاقة بين الصين والولايات المتحدة بطريقة مدروسة ومنظمة. فالبلدان سيكونان القوتين العظميين خلال السنوات الـ 30 المقبلة، وفى غضون 10 سنوات ستصبح الصين الاقتصاد الأكبر. ومن المرجح أنها أصبحت سلفا أكبر من الاتحاد الأوروبى بعد انسحاب المملكة المتحدة من الأخير. حرى بالولايات المتحدة والصين التفاهم. وتقتصر أهمية البلدان الباقية على قدرتها على مساعدتهما فى ذلك.
ولو رغبت الشركة الأم لـ«تيك توك» فى اتخاذ لندن مقرا يجب تشجيعها على ذلك لأن ذلك مفيد لنا على المدى الأطول. فنحن لسنا الولايات المتحدة. ونحن نتخذ قراراتنا بأنفسنا. وستكون بيننا وبين أميركا اختلافات مهمة فى وجهات النظر، وهى تباينات ستستمر. لكننا تعاونا لسنوات كثيرة فى مجال الأمن المشترك، بما فى ذلك من خلال الشبكة الأمنية «فايف آيز Five Eyes» وسنستمر فى ذلك.
وأتوقع أن الولايات المتحدة ستتصدر العالم بوضوح فى نهاية المطاف، حتى ولو كانت الصين ستبقى صاحبة الاقتصاد الأكبر حجما لمدة ما. لكن فى هذه الأثناء يمثل هذا الشىء الصغير الغريب الذى تحملونه على هاتفكم إشارة واضحة إلى أن الصين ستكون منافسا قويا، وهذا أمر حسن. فجميعنا فى حاجة إلى التنافس، طالما هو تنافس منظم ومنصف ومشرع أمام النقد والتدقيق.

النص الأصلى

 

التعليقات