حوار حول إعادة تشكيل الجيش الأمريكى - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 2:39 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حوار حول إعادة تشكيل الجيش الأمريكى

نشر فى : الأحد 16 مارس 2014 - 6:45 ص | آخر تحديث : الأحد 16 مارس 2014 - 6:45 ص

نشرت جريدة نيويورك تايمز تفاصيل رسائل متبادلة بين مواطنين أمريكيين يناقشون مستقبل الجيش الأمريكى. بدأ الحوار بسرد ما كتبه ويليام هارتونج، مدير مشروع الأسلحة والأمن فى مركز السياسة الدولية The Center of International Policy، إلى المحرر:

خطة وزير الدفاع تشاك هيجل لتخفيض حجم الجيش خطوة فى الاتجاه الصحيح. وهى تبرز حقيقة أن شن حرب برية واسعة النطاق فى العراق والقيام بحملة كبيرة مضادة للتمرد فى أفغانستان كانا خطأين منطقيين لا ينبغى تكرارهما.

سوف يقول منتقدو الاقتراح إنه سوف يعوق قدرتنا على شن حربين بريتين فى وقت واحد، دون الاعتراف بأنه لم يكن من مصلحتنا القيام بذلك فى السنوات الأولى من القرن الحادى والعشرين، ولن يكون من مصلحتنا القيام بذلك فى المستقبل المنظور، أو فى أى وقت. ويصْدُق هذا بشكل خاص فيما يتعلق بالوضع الحالى فى أوكرانيا، حيث إنه من غير المعقول أن تقوم الولايات المتحدة بأى عمل عسكرى بغض النظر عن حجم قواتنا المسلحة.

وبما أن تهديدات القرن الحادى والعشرين الأكثر إلحاحا التى نواجهها، من التغير المناخى إلى الهجمات الإلكترونية، لا يمكن حلها بالقوة العسكرية، فينبغى علينا إلى حد كبير تقليص قواتنا المسلحة من كل الفئات واستثمار بعض الأموال التى توفرت نتيجة لذلك فى الدبلوماسية، والمساعدة الاقتصادية المستهدفة، وغيرها من أدوات السياسة الخارجية غير العسكرية.

•••

ثم أشار المقال إلى رد فعل القراء:

ديفيد ماك إم ويلسون من بروكلين: يطرح السيد هارتونج سؤالا مهما ما نوع القوات المسلحة التى نحتاجها للتعامل مع تهديدات القرن الحادى والعشرين للولايات المتحدة؟ لكنه يقفز إلى نتائج غير مبررة فى محاولة لتقديم إجابة. يمكن أن أشير على العكس من ذلك إلى أن التدهور النسبى لأمريكا، إلى جانب ظهور الصين وغيرها من القوى الجديدة الواثقة من نفسها، يجعل هذا الوضع معقولا إلى حد كبير. إن التعامل مع الهجمات الإلكترونية لا يتطلب تقليص القوات الحربية بل تعديل استخدام تلك القوات للتصدى لأعداء جدد بطرق جديدة.

وليس التغير المناخى فى حد ذاته مشكلة عسكرية، لكن العلم يخبرنا بأنه من المرجح أن يؤدى إلى عالم من الموارد التى عليها طلب كبير جدا، والكوارث الطبيعية المتزايدة، والسكان المشردين أى إلى عالم فيه اندلاع الحروب والصراعات أرجح من أى وقت مضى. وليست هذه حجة مقنعة لتخفيض عدد القوات المسلحة.

من الحس السليم التفكير فى التحديات الأمنية المستقبلية التى تواجهنا، لكن من الهراء افتراض أنه فى القرن الحادى والعشرين لم يعد يتعين علينا القلق بشأن الحروب البرية والتهديدات ذات الطابع الأكثر تقليدية.

•••

روبرت نيمان، مدير السياسات، السياسة الخارجة العادلة، إربانا: أوافق على أن خطة تشاك هيجل وزير الدفاع لتخفيض عدد الجيش خطوة فى الاتجاه الصحيح. وكما يقول السيد هارتونج، الحروب التى جرت فى وقت واحد فى العراق وأفغانستان كانت أخطاء مفجعة ينبغى عدم تكرارها، ولذلك ليس هناك سبب للإبقاء على الجيش بحجمه الحالى.

لكن حتى إذا كررنا تلك الأخطاء فى المستقبل فلن يكون هذا الاحتمال حجة للاحتفاظ بحجم الجيش الحالى.

•••

هوارد شنيدرمان، أستاذ علم الاجتماع من إيستون: يسأل السيد هارتونج «ما نوع القوات المسلحة التى نحتاجها لمواجهة تهديدات القرن الحادى والعشرين الأرجح؟

لو سئل هذا السؤال قبل مائة عام، فى مارس 1914، ماذا كانت ستصبح الإجابة؟ لم يكن هناك أحد يعرف أن الحرب العالمية الأولى سوف تندلع عما قريب، كما لم يتوقع أحد الحرب العالمية الثانية، أو الحرب الكورية، أو فيتنام، أو الخليج الفارسى، أو أفغانستان، أو أية أعمال عسكرية أخرى تورطنا فيها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأحداث العالمية غير المتوقعة التى غيرت احتياجاتنا العسكرية نشأت دون تحذير، أو دون أن تكون لدينا القدرة للسيطرة عليها وأعنى الثورات الشيوعية فى روسيا والصين، والتحولات العنيفة الشرق الأوسط. فهل هناك أى سبب للظن بأن المخططين السياسيين للعبة الحرب يمكنهم العثور على إجابة لسؤال السيد هارتونج فى الوقت الراهن؟

هل ما زلنا نرغب فى أن نكون قوة عالمية، وإذا كان الأمر كذلك، ما الذى يحدد هذا الدور الآن وغدا؟ هذا ما يتعين علينا سؤاله قبل أن نقرر الحجم الجديد لقواتنا المسلحة.

•••

ثم جاء رد الكاتب ويليام هارتونج:

الإجابات تحدث توازنا جيدا بالسؤال ليس فقط عن الحجم الذى ينبغى أن تكون عليه قواتنا، بل كذلك كيف ينبغى أن نستعد لمستقبل غير مؤكد وأى دور ينبغى أن تقوم به الولايات المتحدة فى العالم.

السيد ويلسون يؤكد أنه «معقول إلى حد كبير» أن يتعين على الولايات المتحدة محاربة خصمين كبيرين فى وقت واحد. لكنه لا يقول من يمكن أن يكون هذان الخصمان. لن يكون زعيم أمريكى من الرعونة بحيث يدخل فى حرب برية ضد روسيا أو الصين، وليس هناك خصمان كبيران غيرهما فى الأفق.

السيد شنيدرمان يوضح أنه من الصعب إلى حد بعيد التنبؤ بالحرب المقبلة. لكن أكثر الحروب الأمريكية ضررا وتكلفة فيتنام والعراق ما كان ينبغى خوضها. فقد توقع المعارضون لتلك الصراعات بحق أنه ستكون لها نتائج مفجعة. وكما يشير السيد نيمان، فقد زادت الولايات المتحدة حجم قواتنا فى أوقات الحرب بدلا من إبقاء الجيش على أهبة استعداد بشكل دائم فيما بين الصراعات. فليس الشك سببا مشروعا لمنح البنتاجون ما يقرب من نصف تريليون دولار سنويا.

واختتم الحوار بالتأكيد على ضرورة قيام السياسة الخارجية الأمريكية بتجاوز التركيز الضيق على الحلول العسكرية وإستثمار المزيد فى المؤسسات والبرامج المدنية التى يمكن أن تساعد فى معالجة المشكلات الملحة كالفقر الشديد والتغير المناخى وإنتشار الأسلحة النووية. ولا يمكن أن تكون الولايات المتحدة أن تكون شرطى العالم، بل يمكنها أن تكون قائدا فى معالجة التهديدات الأكثر إلحاحا لأمريكا والعالم.

التعليقات