قرار صلاح وكلوب.. ! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 3:57 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قرار صلاح وكلوب.. !

نشر فى : الإثنين 17 فبراير 2020 - 9:25 م | آخر تحديث : الإثنين 17 فبراير 2020 - 9:25 م

** الألعاب الأولمبية هى أعظم حركة سلام عرفتها البشرية. وهى أرقى المستويات الرياضية، وهى القيمة الأعلى لأى رياضى والحلم الكبير لكل رياضى. وفى يوم افتتاح الألعاب يرى العالم آلاف من شبابه وهم يتعانقون، ويحتفلون، ويضحكون، ويغنون فرحا باللقاء، كلهم يفعلون ذلك دون نظر إلى لون أو جنس أو لغة أو أيدلوجية أو عقيدة، عالم واحد يلعب ويتنافس ويحلم بسلام لا ينتهى. وفى ختام الألعاب يتكرر الاحتفال وسط الدموع وبكاء الملايين.. من الذين يجدون فى الألعاب الأولمبية محرابا للرياضة والمحبة والأخاء والسلام بين شعوب العالم.
** أرجو أن ينتصر كوكبنا على فيروس كورونا، وأن تنتصر دورة طوكيو على فيروس كورونا. وأن تنتصر البشرية على هذا العدو البغيض الذى يهددها، وقبل 56 عاما كنت شابا صغيرا أتابع أخبار أولمبياد طوكيو 1964.. وما زلت أتذكر تلك الدموع التى فاضت من 75 ألف متفرج يابانى بالملعب الأولمبى الوطنى وهم يغنون «وداعا» لشعوب العالم فى حفل ختام الدورة، ومن يومها حفظت كلمة يابانية وحيدة وهى: «سايونارا» تعنى وداعا، وأصدرها اليابانيون فى أسطوانة أيامها.
** فى 7 سبتمبر 2013 فى بوينس ايرس بالأرجنتين، فازت طوكيو بتنظيم الدورة بعد أن تنافست مع مدريد وإسطنبول وستشارك جزر فارو لأول مرة فى تاريخها ضمن 207 دول يمثلها ما يقرب من 15 ألف رياضى ورياضية ينافسون فى 33 رياضة منها خمس لعبات جديدة وهى البيسبول التى تعود للدورات والتسلق والكاراتية، وركوب الأمواج ولوح التزلج.
** تقام الدورة فى الفترة من 24 يوليو إلى 9 أغسطس إن شاء الله، وتشارك بها مصر وتضم بعثتها فريقى كرة القدم كرة اليد بطلى إفريقيا، وتاريخ الدورة يمثل حجر عثرة أمام مشاركة محمد صلاح مع المنتخب، وربما لا يكون هو قراره وحده خاصة أن الموسم الجديد للبريمييرليج ينطلق يوم 8 أغسطس بينما تنتهى منافسات كرة القدم يوم 9 أغسطس وكما صرح يورجن كلوب أخيرا: «هل أريد خسارة لاعب فى فترة الإعداد للموسم الجديد؟ بالطبع لا، هذا واضح»، وأضاف «لكن علينا دراسة أمور مختلفة، سأتحدث مع صلاح وبقية الجهاز عنها».
** القرار قد لا يكون بيد صلاح وحده، لكن الأهم من ذلك إذا كان نجمنا الأول لا يدرك معنى وقيمة المشاركة فى الألعاب الأولمبية وعنده رغبة حقيقية فى الاشتراك فإنه ليس ضروريا انضمامه، وذلك دون مزايدة على قدر وطنية صلاح، فهو فى كل مناسبة يرفع راية مصر الوطنية وآخرها يوم فوز ليفربول بكأس العالم للأندية وقام بجولة نصر ملتحفا بعلم مصر.. فرجاء أن يتوقف المزايدون بالوطنية، وما أعنيه أن هناك التزامات تتعلق بعمل صلاح مع ليفربول، ويقابله التزام فنى بمشاركة منتخب مصر فى الألعاب الأولمبية وهو سيكون جزءا فقط من القرار الذى يرتبط بجزء مهم وهو قرار مديره الفنى.
** مشاركة محمد صلاح ستدعم المنتخب الأولمبى فنيا، وربما تتيح للفريق فرصة المنافسة على ميدالية أولمبية. أقول ربما ففى كرة القدم لا يمكن أن نضمن شيئا أو نتيجة، ففى دورتى أمستردام 1928 وطوكيو 1964 وفى الأولى كانت الألعاب الأولمبية هى قمة المستوى فى منافسات كرة القدم الدولية، وفى الثانية كانت بطولة كأس العالم قد طغت على كرة القدم الأولمبية.. وبمشاركة المنتخب الأولمبى سنتابع جميعا مباريات طوكيو لكن فى الواقع كلما تابعت دورة أولمبية أو حضرتها فإننى لا أشاهد مباراة واحدة فى كرة القدم إلا فى حالات مشاركة منتخب مصر، لأنه لا تحظى مباريات كرة القدم فى الألعاب الأولمبية بالاهتمام حيث تتجه الأنظار دائما إلى صراع البشر ضد الزمن والمسافة والثقل فى اللعبات الأخرى.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.