شرق أوسط خالٍ من أسلحة الدمار الشامل.. نهج جديد لمنع الانتشار - العالم يفكر - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 3:17 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شرق أوسط خالٍ من أسلحة الدمار الشامل.. نهج جديد لمنع الانتشار

نشر فى : الأحد 24 يناير 2021 - 9:20 م | آخر تحديث : الأحد 24 يناير 2021 - 9:20 م

نشر موقع Arms Control Association مقالا للكاتب توماس بيكرينج ــ سفير الولايات المتحدة السابق فى تل أبيب ــ يقدم فيه عرضا موجزا لكتاب يحمل عنوان هذا المقال ألفه دبلوماسيان إيرانيان، والذى حاولا فيه تقديم اقتراح لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية... نعرض منه ما يلى:
ستحتاج إدارة بايدن إلى مواجهة القضايا النووية فى الشرق الأوسط وهى تنظر فى كيفية انضمامها للاتفاق النووى الإيرانى لعام 2015، أى خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA). هذا الاتفاق، الذى انسحبت منه الولايات المتحدة فى 2018، يمثل عاملا رئيسيا لمعالجة القضايا النووية الإقليمية الكبرى فى الوقت الذى يأمل فيه الكثير أن تتمكن المنطقة يوما ما من تبنى اتفاقية لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وقد صاغ مؤلفان إيرانيان دراسة فنية وسياسية جادة لهذه المشكلة. المؤلفان هما سيد حسين موسفيان وعماد كيائى.
المؤلفان يتمتعان بخبرة كبيرة فى التعامل مع المنطقة والقضايا النووية. فـ«موسيفيان» دبلوماسى بارز شارك فى المفاوضات حول البرنامج النووى الإيرانى. و«كيائى» هو مدير منظمة معاهدة الشرق الأوسط (METO)، وهى هيئة تركز جهودها على التخلص من هذه الأسلحة فى المنطقة.

منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل
اللغز الآن فى المنطقة هو هل يمكن خلق شرق أوسط خالٍ من أسلحة الدمار الشامل؟، لكن هذا السؤال ليس السؤال الوحيد فى التحدى المتمثل فى إمكانية إزالة الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية بشكل دائم من المنطقة، ولكنه بالطبع أحد أهم الأسئلة. الأسئلة الأخرى هى: هل يمكن النجاح فى خلق منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل فى ظل الوضع الفوضوى الذى تعيشه المنطقة؟ وهل إدراج الأسلحة الكيماوية والبيولوجية سيساعد أم يضر فى إنشاء مثل هذه المنطقة؟ هل إيران والسعودية وتركيا على استعداد لمثل هذا الاتفاق؟ هل المنطقة قادرة على الالتفاف حول حظر أسلحة الدمار الشامل فى ظل الخلاف بين إيران ودول الخليج العربى وخلافات فى الجزائر والمغرب والعراق ولبنان وليبيا وقطر والسودان وسوريا واليمن؟ هل عودة إيران والولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة ضرورية للنجاح؟ هل يمكن استخدام أحكام خطة العمل الشاملة المشتركة لبناء إطار هذا الاتفاق؟ هل يمكن تحقيق نهج إقليمى بدون إسرائيل؟ هل يمكن استخدام الالتزامات الواردة فى خطة العمل الشاملة المشتركة ــ المتعلقة بعمليات التفتيش والحد من تخصيب اليورانيوم وعدم فصل البلوتونيوم ــ فى تعزيز نهج إقليمى؟ هل ستتعاون القوى العالمية؟

كيفية تحقيق ذلك
ينظر مؤلفا الكتاب إلى الشرق الأوسط (الدول العربية وإيران وإسرائيل وتركيا) محاولين تقديم اقتراح ينطوى على ثلاث سمات لجعل المنطقة الخالية من الأسلحة النووية أكثر قابلية للتنفيذ وربما أكثر فاعلية وقبولا.
السمة الأولى هى دمج الأسلحة الكيماوية والبيولوجية فى الاتفاقية المعنية (منطقة خالية من السلاح النووى). هذه الأسلحة حاليا تخضع لاتفاقيات عالمية منفصلة وافقت على المشاركة فيها معظم دول الشرق الأوسط وليس جميعها.
السمة الثانية تتعلق بإسرائيل. فإسرائيل معترف بها على نطاق واسع بأنها قوة نووية ولكنها لا تقر بامتلاكها للأسلحة النووية. وعلى هذا النحو، سيتعين عليها أن تصبح طرفا كاملا فى اتفاقية المنطقة ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، فضلا عن المعاهدات الأخرى المتعلقة بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية.
ترافقت سياسة إسرائيل هذه مع تصريح من قِبَل رئيس الوزراء يتسحاق رابين، منذ أكثر من 30 عاما، مفاده أن إسرائيل ستفكر فى الانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية عندما يتم تنفيذ اتفاق سلام كامل وفعال فى المنطقة. وبالمثل، صرح نائب وزير الدفاع آنذاك شيمون بيريز عام 1963 أن إسرائيل لن تكون أول من «يُدخل» سلاحا نوويا فى الشرق الأوسط. وهناك غموض واضح حول ما إذا كانت هذه التصريحات لا تزال سياسة إسرائيل حاليا.
السمة الثالثة هى أن تبدأ العملية بمرحلة أولى: إشراك إيران والدول العربية فى اتفاقية دون إقليمية أى لا تشمل الاتفاقية إسرائيل.
وفيما يتعلق بإيران والسلام فى الشرق الأوسط، يرى المؤلفان فى كتابهما أن اللاعبين الإقليميين والخارجيين، بما فى ذلك الولايات المتحدة وروسيا والصين، سيكون لهم دور رئيسى. كيف ومتى وأين لا تزال الأمور غير واضحة. ومع ذلك، يمكنهم المساهمة فى الجهود الرامية إلى تحقيق منع الانتشار أولا، على أن يتبعها السلام. وبالرغم من أنه ليس هناك أى ضمان بشأن نجاح هذه الجهود، لكن المؤلفَيْن يعتقدان أنها تستحق المحاولة.
الكتاب يوضح أيضا أن الاتفاقية دون الإقليمية التى تلبى احتياجات المنطقة وتضم آراء المجتمع المدنى ووجهات النظر الدينية، ستجعل من السهل على إسرائيل الانضمام فى نهاية المطاف. لكن الكتاب فشل فى إجابة السؤال المُلح حول ما إذا كانت أى دولة ستنضم إلى هذا الاتفاق دون مشاركة جميع الدول، وخاصة إسرائيل!
كما أن الكتاب يبحث بعناية فى كيفية دمج عناصر ومبادئ خطة العمل الشاملة المشتركة على أفضل وجه فى اتفاق إقليمى. ويركز بشدة على الدبلوماسية المضطربة فى المنطقة وقضايا السلام، ويقدم اقتراحات مقنعة للمضى قدما.
إجمالا، لا شك أن جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل ستكون خطوة كبيرة، وفى هذا الصدد، سيتفوق الرئيس الحالى جو بايدن على الرئيس السابق دونالد ترامب. لكن الجانب الإسرائيلى فى القضية بالغ الأهمية، ولا تزال الشكوك والألغاز حوله كثيرة.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:من هنا

التعليقات