لا يليق بدولة عظمى - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 10:08 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا يليق بدولة عظمى

نشر فى : الإثنين 24 يونيو 2013 - 9:15 ص | آخر تحديث : الإثنين 24 يونيو 2013 - 9:15 ص

باستثناء محافظ الأقصر، أعلن غالبية المحافظين الجدد شديد غضبهم من منعهم من دخول دواوين المحافظات لبدء القيام بمهامهم، وهم ينتمون بالأساس لجماعة الإخوان المسلمين، وخرجت قيادات الجماعة والحزب تعلن بوضوح أن عدم تمكين المحافظين من ممارسة أعمالهم جريمة لا يمكن السكوت عليها، وبصراحة معهم الحق فى ذلك، لأن وسائل الاحتجاج كثيرة ومعروفة وليس من بينها أبدا منع أحد من ممارسة عمله.

 

لكن المشكلة كما يقول الكثيرون من المحتجين، أن الجماعة هى التى سنت هذه السنة فى الحياة السياسية المصرية يوم دعوتها وحصارها للمحكمة الدستورية، ومنعها من ممارسة عملها بل ومنعها من إصدار أحكام مهمة (حل مجلس الشورى، وبطلان الجمعية التأسيسية) كان من الممكن أن تؤثر فى مستقبل الحياة السياسية فى مصر فى هذا الوقت، وهؤلاء المعارضون يرون أن الجريمة الأكبر كانت بحصار هيئة قضائية تفصل بين الناس بالعدل وليس مجرد ديوان به بعض الموظفين، على حد تعبيرهم.

 

أيضا، يتحدث قادة الجماعة والحزب الحاكم ومن لف لفهم من أحزاب وجماعات وجمعيات وحركات، أن المظاهرات لا يمكن لها أن تكون بديلا عن العمل السياسى، وأن من يرغب فى التعديل فهناك مؤسسات مهيئة لذلك وتملك اتخاذ القرارات وتفعيلها، ولا يمكن أبدا انتهاك المؤسسات واللجوء للحشد وللشارع فى مثل هذه الأمور، وهو كلام صحيح أيضا.

 

لكن المعارضين لذلك يرون أن الإخوان الجماعة والحزب، هى التى لجأت لهذا الطريق، وهى التى حددت ذلك الأسلوب، يوم أن دعت فجأة الجماهير للتظاهر تحت شعار (الشعب يريد تطهير القضاء) من أجل تعديل قانون السلطة القضائية، ويومها فسر الإخوان ما فعلوه بأنه يمنح تقديم مشروع القانون شرعية شعبية، فلماذا يحرمون علينا (هكذا يرى المعارضون) استخدام نفس الوسيلة أو الأسلوب، فى تحقيق ما نرغب من سن قوانين أو اقتناص قرارات من السلطة الحاكمة.

 

أعتقد، أننا بين فريقين متنافسين، يضعون الأمة على محك قاتل، عبر تبادل طفولى للوسائل والأساليب السياسية، دون أن يعترف أى منهم بأخطائه، وكلما تنتقد أى فريق يخرج عليك بأننا فعلنا ذلك لمنع مؤامرة جبارة من الثورة المضادة، وفريق آخر يحدثك عن تحالف متوحش بين الإخوان والفلول لهزيمة الثورة باعتبارهم إصلاحيين بالأساس وضد الثورات ومفهوم التغيير الشامل بدليل الوزارة التى شكلوها بعناصر من رجال سابقين من الحزب الوطنى.

 

فهل يملك من فى الحكم شجاعة التراجع عن كل مواقفه الخاطئة والتراجع عنها بل والاعتذار العلنى عن بعضها مثل حصار المحكمة الدستورية، حتى يستطيع الطرف الآخر امتلاك شجاعة العودة للحوار والبعد عن أساليب المعاندة وتنغيص الحياة على الطرف الآخر، باعتبار أن ذلك يقودنا جميعا للخروج من أزمة لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى، هل سنجد فعلا أن من فى المقدمة منا  يحبون هذا الشعب فعلا وانهم صعدوا للسلطة أو تبوأوا المعارضة من أجله؟ أتمنى ذلك لأن حكاية (هو اللى بدأ) و(أصل كان فى مؤامرة) لا تليق أبدا بدولة بحجم مصر ولا تليق أبدا بمن يحكم هذه الدولة العظمى، ناهيك أن جميعهم حتى الآن، مثل سابقيهم، لا يعرفون أن مصر دولة عظمى.

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات