مع عودة مخاطر الحرب الباردة.. كيف نبطئ من لحظة الاصطدام؟ - مواقع عسكرية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 6:36 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مع عودة مخاطر الحرب الباردة.. كيف نبطئ من لحظة الاصطدام؟

نشر فى : الأحد 30 يناير 2022 - 8:30 م | آخر تحديث : الأحد 30 يناير 2022 - 8:30 م
نشر موقع Defense One مقالا للكاتب جيمس كيتفيلد، يؤكد فيه على ضرورة عمل القوى الكبرى على إبعاد العالم عن حافة الهاوية مع عودة مخاطر الحرب الباردة (النزاع الروسى ــ الغربى تجاه أوكرانيا). مركزا على الخطوات التى اتخذتها وستتخذها الولايات المتحدة لتهدئة الأوضاع هناك.. نعرض منه ما يلى.
مع بداية العام الثالث من تفشى جائحة كورونا، لا يزال استمرار عدم الاستقرار العالمى والاضطراب الاقتصادى يتزايد مما يؤدى إلى تفاقم التوترات بين القوى الكبرى التى تنحرف بشكل كبير نحو الصراع. ومع تزايد الخطاب العدائى والاستفزازات العسكرية بشكل كبير على طول محور الولايات المتحدة وروسيا والصين، يتشابه العصر الحالى بشكل مثير للقلق مع أيام الحرب الباردة مما دفع، وقتها، علماء الذرة إلى القول أن ساعة يوم القيامة قد اقتربت.
فى الأسابيع الأخيرة فقط، حشدت روسيا أكثر من 100 ألف جندى على حدودها مع أوكرانيا، ومن المحتمل أنها شنت هجومًا إلكترونيًا هائلًا على مواقع حكومية فى كييف قبل أن تجرى مؤخرًا اختبارًا لصاروخ كروز زيركون النووى والذى تفوق سرعته سرعة الصوت، والذى قال عنه الرئيس فلاديمير بوتين إنه يمكن أن يصل إلى واشنطن العاصمة ومن يصدرون الأوامر فى خمس دقائق!.
على الجانب الآخر، كثفت الصين مؤخرًا من تهديداتها وإكراهها العسكرى الذى يستهدف تايوان؛ حيث أرسلت أعدادًا قياسية من الطائرات الحربية إلى منطقة الدفاع الجوى فى تايبيه وأجرت تدريبات عسكرية تحاكى غزو الجزيرة. وفى الآونة الأخيرة، اختبرت الصين أيضًا بنجاح نظام أسلحة تفوق سرعته سرعة الصوت ذى قدرات نووية فاجأ مجتمع الاستخبارات الأمريكية.
إذن، ومع وجود الولايات المتحدة وروسيا والصين فى خضم عمليات تحديث عدوانية لترسانات أسلحتهم النووية، فإن نوع سباق التسلح الجامح فى ذروة الحرب الباردة ليس الآن مجرد احتمال بعيد الوقوع، بل بدأ بالفعل.
ولسوء الحظ، تأتى هذه الفترة من التوترات بين القوى الكبرى أيضًا فى وقت اقترب فيه هيكل الحرب الباردة ــ المصمم بعناية لتدابير الاستقرار الاستراتيجى ــ من الانهيار. ولإعادة ضبط الأمور، يجب على الإدارة الأمريكية والكونجرس إعادة بناء الهيكل الاستراتيجى لمعاهدات الحد من الأسلحة، وبروتوكولات بناء الثقة وإزالة الصراع، وفتح خطوط الاتصال التى أبقت الحرب الباردة بعيدة عن أن تصبح ساخنة لعقود.
لذلك يُحسب لإدارة بايدن أنها لاحظت هذا التدهور الخطير، واتخذت خطوات لمحاولة تحقيق الاستقرار فى المشهد الجيوسياسى. ففى العام الماضى، مدد بايدن وبوتين معاهدة ستارت الجديدة لمدة أقصاها خمس سنوات وهى المعاهدة الأخيرة التى تحد من حجم الترسانات النووية للولايات المتحدة وروسيا، اللتين تمتلكان معًا 90 فى المائة من الأسلحة النووية فى العالم. وهذا يعطى المفاوضين مجالا للتنفس لبدء مناقشة مجموعة من القضايا الشائكة التى يجب معالجتها تشمل الآثار المترتبة على التقنيات الجديدة مثل الأنظمة فوق الصوتية؛ والمعايير الجديدة لتأمين الهجمات الإلكترونية.
كذلك كانت قمة بايدن ــ بوتين فى جنيف الصيف الماضى، ومتابعة حوار الاستقرار الاستراتيجى بين المفاوضين الأمريكيين والروس، خطوات مهمة نحو محاولة خفض درجة التوتر ووضع حواجز حول نقاط الاشتعال والأمر نفسه ينطبق على القمة الافتراضية فى نوفمبر 2021 بين بايدن والزعيم الصينى شى جين بينج.
كما ستصدر إدارة بايدن قريبًا مراجعة لوضعها النووى، والتى يأمل دعاة الحد من التسلح أن تفى بتعهد الرئيس بتقليص دور الأسلحة النووية فى العقيدة الاستراتيجية للولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، كان البيان المشترك الأخير الصادر عن قادة الدول الخمس الحائزة للأسلحة النووية المعترف بها رسميًا (الصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا العظمى) التزامًا بـ «منع الحرب النووية وتجنب سباقات التسلح» خطوة إيجابية أخرى، لا سيما تأكيدهم على أن «لا يمكن كسب حرب نووية ولا يجب خوضها أبدًا». هذه العبارة تعكس التعهد الذى قطعه الرئيس السابق رونالد ريغان والزعيم السوفيتى ميخائيل جورباتشوف فى عام 1985 والذى ساعد على تمهيد الطريق لإنهاء سباق التسلح فى الحرب الباردة.
مجمل القول، يعانى العالم من فترة من عدم الاستقرار العميق حيث يتعامل مع جائحة عالمية، وأسوأ التوترات فى علاقات القوى الكبرى منذ الأيام الأولى للحرب الباردة. تأتى هذه الأزمات فى وقت تتذبذب فيه المعاهدات والمؤسسات المتعددة الأطراف التى تشكل أساس النظام الدولى والاستقرار الاستراتيجى. فى الماضى، أدت مثل هذه الفترات من الضائقة الاقتصادية العميقة والتوترات الجيوسياسية إلى ظهور قوى سياسية مظلمة. لذلك لن يحكم التاريخ بلطف على القادة السياسيين الأمريكيين الذين كانوا متواطئين فى زيادة الأوضاع الحالية سوءا.
ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

التعليقات