هل الأفلام الإباحية تمول الإنترنت؟ - خالد الخميسي - بوابة الشروق
الإثنين 6 مايو 2024 11:27 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل الأفلام الإباحية تمول الإنترنت؟

نشر فى : الأحد 5 ديسمبر 2010 - 10:10 ص | آخر تحديث : الأحد 5 ديسمبر 2010 - 10:10 ص
فى لقاء مع الكاتبة البريطانية وأحد ألمع المراسلين السابقين لهيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى «كيت إيدى» تطرق الحديث إلى ميزانية شبكة الإنترنت وآليات تمويلها. قالت لى بثقة إن الشبكة العنكبوتية يتم تمويل جزء رئيسى من ميزانية تشغيلها من الأفلام الإباحية والدعارة والإعلانات الخاصة بالجنس أكانت عن طريق الهاتف أو لمشاهدة أفلام إباحية أو للقاءات مرتبطة بشبكات دعارة عالمية.

وأكدت لى أن هذا هو المصدر الرئيسى لتشغيل شبكة الإنترنت.

عدت من هذا اللقاء والسؤال يشغلنى وبدأت فى البحث عن عملية تمويل تشغيل الشبكة. لم أجد أى دراسة جادة أو حتى هزلية باللغة العربية فى هذا الخصوص. وبدأت فى البحث باللغتين الإنجليزية والفرنسية ولم أجد شيئا يذكر. وظللت أبحث لمدة أسبوع حتى وجدت ضالتى.

مجموع دول العالم تمول أكثر قليلا من 3% من ميزانية تشغيل الشبكة، وتمول الشركات الخاصة الـ97% المتبقية من هذه الميزانية. خلل خطير فى مصادر تمويل إدارة شبكة لها هذه الأهمية. هذا الخلل يفسر وجهة نظر الكاتبة البريطانية أن الأفلام الإباحية هى التى تشارك فى الـ97% من الميزانية التى تمولها الشركات التجارية.

الغريب أن المشرف على تشغيل الشبكة هى منظمة لا تهدف إلى الربح تأسست فى عام 1998 تدعى «أيكان» ومقرها كاليفورنيا فى الولايات المتحدة الأمريكية ودورها هو إدارة الموارد الرئيسية للبنية التحتية للشبكة بما يتضمن ذلك من حوكمة دولية على السفن الخاصة بعملية تشغيل الشبكة. أما ميزانية هذه المنظمة لعام 2009 فكان 60.6 مليون دولار.
وداخل هذه المنظمة هناك ثلاث هيئات دعم: الأولى هى المنظمة الداعمة لأسماء أكواد الدول وهم مديرو العناوين الوطنية مثل (.eg -.ca -.it). والثانية المنظمة الداعمة لأسماء النطاق وهى أسماء المواقع العليا مثل (.com -.net) إلخ وهم الممثلون التجاريون لهذا النشاط. وثالثا وأخيرا المنظمة الداعمة لعناوين المواقع وهم أيضا يعملون على توزيع وإدارة عناوين الـ«أى بى» وهى الأسماء المخصصة لكل كمبيوتر متصل بالشبكة. وبداخل هذه المنظمة هناك لجنة استشارية حكومية تشكل أمما متحدة مصغرة لإعطاء وجهة نظر كل دولة فى إدارة تشغيل الشبكة

كنت أتصور أن من يدير شبكة بهذا الحجم، يعتمد عليها اقتصاد العالم لابد وأن تكون هيئة دولية لا تقل أهمية عن الأمم المتحدة.

وتكون هذه الهيئة تحت إشراف حكومات العالم. ولكن فى حين أن الأمم المتحدة ميزانيتها فى عام 2009 تصل إلى 4.87 مليار دولار تتحملها الدول الـ192 الأعضاء فى الأمم المتحدة، نجد أن منطمة «أيكان» تدار بمنطق الشركات التجارية الخاصة. فهى لا تعتمد فى مصادر دخلها كما أوضحت على حكومات دول العالم بل على علاقاتها التعاقدية مع الشركات التجارية عبر العالم وشركات توزيع الجملة لأسماء المواقع.

ميزانية «أيكان» للسنة المالية من 1 يوليو 2009 إلى 30 يونيو 2010 وصلت إلى 67.6 مليون دولار. سوف تدفع حكومات العالم فى مقابل العناوين الوطنية مثل (.eg) مبلغ 2.3 مليون دولار الذى يمثل 3.6% من إجمالى الميزانية. بينما لا تدفع اللجنة الاستشارية الممثلة لكل حكومات العالم شيئا للمنظمة.

هناك مشكلات داخلية كبيرة داخل منظمة «أيكان»، هناك ضغوط من حكومات مختلفة تطالب بتطوير الشبكة، هناك ضغوط من الشركات التجارية لتقديم خدمات أكثر تنوعا وتقديم خدمات جديدة مثل العناوين الخاصة بمعنى أنه بدلا من دوت كوم يقومون ببيع دوت ثم اسم الشركة.

هذا الخلل الواضح فى مصادر تمويل المنظمة يجعلنا لا نثق فى الواقع فى استقرار عملية التشغيل.

أصبحت الشبكة العنكبوتية أحد المصادر الرئيسية للاتصال فى العالم، فهناك 90 تريليون (ألف بليون) رسالة الكترونية تم إرسالها عام 2009، أى هناك بمتوسط 247 مليار رسالة الكترونية يتم إرسالها يوميا. هناك 234 مليون موقع الكترونى.

هل هناك عبث من قبل الحكومات الكبرى فى العالم للسيطرة الخفية على مجريات تشغيل الشبكة؟ هل هناك قرار أمريكى خفى لعدم اضطلاع منظمة عالمية تحكمها الحوكمة الدولية التقليدية وتشرف عليها دول العالم لإدارة شئون الشبكة العنكبوتية والاكتفاء بهيئة تجارية لا قيمة لها فى كاليفورنيا لإدارة هذا الوحش؟ أسئلة لا حصر لها أترك طرحها للسادة القراء لأننى فى الحقيقة لا أمتلك ردا عليها
خالد الخميسي  كاتب مصري