رؤية الناتو 2030 وإسرائيل - مواقع يهودية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 4:51 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رؤية الناتو 2030 وإسرائيل

نشر فى : السبت 6 فبراير 2021 - 7:20 م | آخر تحديث : السبت 6 فبراير 2021 - 7:20 م

نشر موقع Jewish Project Syndicate مقالا للكاتبGeorge Tzogopoulos عن تركيز الناتو فى استراتيجية 2030 على استقرار المناطق الجنوبية الأوروبية، ومن ثم يصبح الاستقرار فى الشرق الأوسط وشرق المتوسط ضروريا للوصول إلى هذا الهدف، ويرى الكاتب أن عمليات تطبيع إسرائيل علاقاتها مع بعض الدول العربية ستفتح مجالا للناتو للتعاون من المنظمات الإقليمية... نعرض منه ما يلى.

بعد عشر سنوات من قيام مجموعة من الخبراء بقيادة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين ألبرايت بوضع الأساس لما يمكن تسميته المشاركة النشطة لحلف الناتو، مفهوم الدفاع الاستراتيجى الحديث، قدمت مجموعة أخرى تحليلها وتوصياتها إلى الأمين العام ينس ستولتنبرغ بخصوص رؤيته 2030.
قاد المبادرة توماس دى ميزير وويس ميتشل، التى نتج عنها نشر تقرير خاص فى 25 نوفمبر. وكما ذكر ستولتنبرغ بعدها ببضعة أيام، فإن أولويات الناتو أن يظل تحالفًا عسكريًا قويًا ويعزز رأسماله السياسى وأن يكون نهجه عالميا. ناقش وزراء خارجية الناتو مشروع «الناتو 2030» فى 1 ديسمبر و2 ديسمبر، ومن المتوقع أن يتم تبنى المفهوم الاستراتيجى الجديد فى قمة 2021.
يتضمن تقرير «الناتو 2030: متحدون من أجل عصر جديد» العديد من المقترحات حول موضوعات متنوعة، بما فى ذلك روسيا والصين والفضاء الخارجى والأوبئة والدفاع الأخضر وأمن الطاقة والإرهاب.. إلخ. وبعض الصفحات تم تخصيصها لما يسمى «الجنوب».
عبارة «الجهة الجنوبية» لها أهمية تاريخية.. فى بداية الخمسينيات من القرن الماضى، صاغ الناتو استراتيجية تضم اليونان وإيطاليا وتركيا لدمجهم فى نظام الدفاع الغربى واحتواء الاتحاد السوفيتى. فى حقبة ما بعد الحرب الباردة، لا تزال العبارة مستخدمة ولكن غالبًا ما يتم استبدالها بكلمة «الجنوب»، التى تضم حوض البحر الأبيض المتوسط إلى جانب البرتغال وموريتانيا. التطورات فى أفريقيا والشرق الأوسط تهم تحالف الناتو لقربها من المنطقة الجنوبية.
تم تسهيل تنفيذ استراتيجية الناتو تجاه الجنوب من خلال أدوات مثل الحوار المتوسطى، الذى تم إطلاقه فى عام 1994. تشارك الجزائر ومصر وإسرائيل والأردن وموريتانيا والمغرب وتونس فى مناقشات مع التحالف لتعزيز الأمن فى البحر المتوسط. فى عام 2017، كثف الناتو جهوده من خلال إنشاء مركز استخباراتى فى الجنوب فى نابولى بإيطاليا، وفى العام التالى أعلن عن حزمة لتحقيق الاستقرار فى المنطقة.
ومع ذلك، بينما نجح حلف الناتو فى تعزيز وجوده فى البلقان من خلال عضوية دول مثل ألبانيا والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية، إلا أنه لم يحرز نجاحات مماثلة فى أجزاء أخرى من الجنوب. فتدخل الناتو فى ليبيا عام 2011 عليه الكثير من علامات الاستفهام، وفى سوريا لا يتم تمثيل الناتو إلا من خلال تركيا. المشاحنات بين الدول الأعضاء، ولا سيما اليونان وفرنسا من جهة وتركيا من جهة أخرى، تسببت فى كثير من المشاكل.
لدى تقرير «الناتو 2030: متحدون من أجل عصر جديد» فهم شامل للأمن لكل من الشرق والجنوب لمعالجة «الوجود المتزايد لروسيا وبدرجة أقل الصين» إلى جانب التهديدات التقليدية والمخاطر الجديدة. ينصح التقرير عند القيام بذلك بمراعاة الاختلافات بين الحلفاء وتحديد العلاقة بين الأطر والأنشطة المتعددة، ويعتبر التعاون مع شركاء الناتو أمرًا هاما.
فى هذا الصدد، فإن دور إسرائيل شديد الأهمية. يتراوح التعاون بين الدفاع الإلكترونى وجهود مكافحة انتشار الصواريخ وأسلحة الدمار الشامل والمعلومات الاستخباراتية المتعلقة بمكافحة الإرهاب.. قال قائد القيادة البحرية لحلف شمال الأطلسى الأدميرال كيث بلونت، إن إسرائيل لطالما كانت شريكا مهما للناتو لأكثر من 20 عاما، بالإضافة إلى كونها عضوًا نشطًا فى الحوار المتوسطى.
صرح بذلك بعد الانتهاء من تدريب فى شرق البحر المتوسط بين إسرائيل وفريق عمل بقيادة اليونان لعملية الناتو الحالية «حارس البحر Sea Guardian». تدربت الفرقاطة اليونانية «سبيتساى» والسفينة البلغارية «سميلى» مع الوحدات البحرية الإسرائيلية «لاهاف» و«روماه» على خوض سيناريوهات الإجلاء الطبى والبحث والإنقاذ. كجزء من السيناريوهات، نقلت الوحدات الجوية أفرادًا يحاكون الإصابة إلى مستشفى محلى فى إسرائيل.
قبل كل شيء، سيتعين على الناتو تقييم الديناميكيات السياسية الجديدة فى الشرق الأوسط وشرق المتوسط بعناية إذا أراد الناتو تعزيز استقرار الجنوب فى السنوات القادمة. إن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين يخلق احتمالات جديدة لانخراط حلف الناتو مع مجلس التعاون الخليجى.
وينطبق هذا أيضًا على تنسيق الناتو مع الاتحاد الأفريقى بعد اعتراف السودان والمغرب بإسرائيل. اتفاقيات التطبيع ستقود فترة جديدة تذهب أبعد من فوائدها التى تعود على الموقعين، فستقود إلى التفاعل المستقبلى بين الناتو والمنظمات الإقليمية.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى هنا

التعليقات