المعركة ضد إيران فى سوريا: هل تصريحات إسرائيل مفيدة؟ - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 7:38 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المعركة ضد إيران فى سوريا: هل تصريحات إسرائيل مفيدة؟

نشر فى : الخميس 7 فبراير 2019 - 10:00 م | آخر تحديث : الخميس 7 فبراير 2019 - 10:00 م

فى 13 يناير صرح رئيس الحكومة ووزير الدفاع، بنيامين نتنياهو، أنه فى السنوات الأخيرة هاجم الجيش الإسرائيلى فى سوريا مئات الأهداف التابعة لإيران وحزب الله، وتحمل مسئولية الهجوم على مخازن إيرانية احتوت سلاحا إيرانيا فى مطار دمشق الدولى فى 11 يناير. وقال نتنياهو إن تراكم الهجمات الأخيرة يثبت أن إسرائيل مصرة أكثر من أى وقت آخر على العمل ضد إيران فى سوريا، وحذر من أن إسرائيل ستزيد هجماتها عندما تقتضى الحاجة ذلك. ونصح نتنياهو إيران بالخروج من سوريا بسرعة، «لأننا سنواصل سياسة الهجمات كما وعدنا وكما نفعل من دون خوف ومن دون توقف».
أسباب توقيت التصريحات ــ يبدو أن حاجة إسرائيل ازدادت لتوضح لجميع اللاعبين على الساحة خطوطها الحمراء فى سورية، وخصوصا فى ضوء إعلان الرئيس دونالد ترامب فى 3 يناير 2019، انسحاب الولايات المتحدة، وقوله إن الإيرانيين بالنسبة إليه «يستطيعون أن يفعلوا ما يشاءون» فى سوريا، وبعد القيود التى فرضها الروس على إسرائيل فيما يتعلق بمهاجمة مناطق معينة فى أعقاب إسقاط السوريين طائرة إليوشن الروسية فى 17 سبتمبر 2018، وأيضا فى ضوء الجهود التى تبذلها القوات المسيطرة على سورية لبلورة نظام جديد فى الدولة.
يبدو أن التصريحات هدفت أيضا إلى زيادة النزاع بين سورية وبين روسيا وإيران، كى تغادر إيران سورية، لأنه ما دامت سوريا تُستخدم كساحة قتال بين إيران وإسرائيل ــ الأمر الذى برز فى مطار دمشق ــ فهناك خطر على أمن النظام السورى، ومن الصعب المضى فى التقدم فى عملية إعادة البناء. بالإضافة إلى ذلك، فإن الكشف عن الجهد الإيرانى وكلفته الباهظة (خلال سبع سنوات أنفقت إيران فى سورية نحو 16 مليار دولار) يساهم فى بروز مواقف معارضة فى إيران لتمويل عملياتها التخريبية فى الخارج، فى الوقت الذى تواجه العقوبات الأمريكية، ويعانى مواطنوها جراء أزمة اقتصادية.
فى الساحة الداخلية ــ فى تقدير معلقين إسرائيليين أن التصريحات بشأن النجاحات التى حققها الجيش الإسرائيلى فى تلك الفترة لا تخلو من مآرب سياسية وغير سياسية. وبحسب وجهة النظر هذه، فإن هذه الظاهرة يمكن أن تتبدل بعد المعركة الانتخابية. وثمة اعتبار أوسع يتعلق بصورة الجيش. يُفهم من الكلام الذى قاله أيزنكوت فى المؤتمر السنوى لمعهد دراسات الأمن القومى فى يناير 2019 أن المعلومات التى كشفها بشأن المعارك التى يخوضها الجيش على الساحة الشمالية يمكن أن تساعد الجمهور الإسرائيلى على فهم التحديات العسكرية التى يواجهها الجيش، لأن هذا الجمهور تعرف فى السنوات الأخيرة وبصورة كبيرة على عمليات الجيش فى يهودا والسامرة، وعلى حدود غزة، التى هى بمثابة «رأس جبل الجليد». ولهذا الكشف أيضا فائدة لأنه من حق الجمهور أن يعرف ما يحدث ــ فى دولة ديمقراطية من الصعب القيام بعمليات عسكرية شاملة، ومكثفة، ومتواصلة، ومحفوفة بالمخاطر من دون نقاش عام.

ردود فعل إيران وسورية
أدت التصريحات فى إسرائيل إلى ردود فعل حادة مضادة فى إيران، شملت فى الأساس تهديدات، بينها التهديد باستخدام صواريخ دقيقة. ردا على كلام نتنياهو فى 13 يناير 2019، أعلن قائد الحرس الثورى فى إيران، محمد على الجعفرى، فى 16 يناير 2019، أن إيران ستُبقى مستشاريها وسلاحها فى سورية، على الرغم من «التهديدات السخيفة» لإسرائيل بضرب الوجود الإيرانى هناك. وحذر إسرائيل لأن صبر إيران يوشك على النفاذ فى مستقبل غير بعيد، وادعى أن على إسرائيل أن تخاف من اليوم الذى سيسقط فوق رأسها وابل من صواريخ إيران الدقيقة.
الرسائل يجرى تمريرها أيضا بواسطة عمليات قوة. فى 20 يناير 2019، تحدثت تقارير أجنبية عن إطلاق الجيش الإسرائيلى 7 صواريخ على منطقة مطار دمشق، وهو ما أجبر طائرة تابعة لشركة طيران إيرانية على العودة إلى إيران. ردا على ذلك أُطلق صاروخ أرض ــ أرض إيرانى على شمال هضبة الجولان. وقد اعترضت الصاروخ بطاريات «القبة الحديدية». الناطق بلسان الجيش الإسرائيلى قال إن الصاروخ أطلقته «قوة إيرانية» من أراضى سوريا، وإن الجيش الإسرائيلى رد بهجوم على أهداف عسكرية تابعة لفيلق القدس فى سورية.
هذه التطورات أدت إلى تهديدات إضافية. ففى أواخر يناير 2019، هدد حسين سلامى نائب رئيس الحرس الثورى الإسلامى فى إيران، بأن «أى حرب جديدة تبدؤها إسرائيل ستنتهى بدمارها»؛ الأمين العام لمجلس الأمن الأعلى فى إيران، على شمخانى حذر من «صواريخ دقيقة موجودة لدى رجال المقاومة فى غزة وفى لبنان، وهم مستعدون لإطلاقها وتحويل حياة الإسرائيليين إلى جحيم، إذا قمتم بعمل أحمق». الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله هدد بأنه فى لحظة يمكن أن يُتخذ قرار بالرد على هجمات إسرائيل.
سوريا، الشريكة فى المحور الإيرانى، تميل نحو التقليل من خطورة الهجمات، ربما كى تقلص من الضغط على نظام الأسد كى يرد عليها. ومع ذلك، وفى ضوء الأحداث الأخيرة، أعلن مندوب سورية فى الأمم المتحدة فى 23 يناير 2019، أن بلاده ستهاجم مطار بن جوريون إذا واصلت إسرائيل هجماتها فى سورية. وردا على ذلك، نشر الجيش الإسرائيلى بطاريات «القبة الحديدة» فى وسط البلد.
إن التهديد الذى يمثله التمركز العسكرى الإيرانى فى سوريا لإسرائيل يبرر ــ فعلا ــ سياسة ردع ورد محفوفة بالمخاطر، لكن فى إطار إدارة المخاطر، يبدو أنه من الأفضل لإسرائيل المحافظة على الابتعاد عن الأضواء فى تصريحاتها، وأن تكون أكثر انتقائية فى مهاجمة أهداف تتلاءم مع حسابات الخطر، قبل أن يتقلص هامش المناورة أكثر. إن ارتفاع التوتر على الساحة الشمالية يفرض أيضا استعدادا مسبقا فى حال حدوث تصعيد.

باحث فى معهد دراسات الأمن القومى
مباط عال
مؤسسة الدراسات الفلسطينية
شموئيل إيفن

التعليقات