وانا باكلمك كده.. ولادى بيتعذبوا! - حسام السكرى - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 8:24 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وانا باكلمك كده.. ولادى بيتعذبوا!

نشر فى : السبت 12 مارس 2016 - 10:00 م | آخر تحديث : السبت 12 مارس 2016 - 10:00 م
(مسرحية من مشهد واحد)

ظلام خارجى وداخلى

إلى يمين المسرح مكتب استقبال يقف خلفه رجل ملامحه من النوع المألوف. يتقدم إليه من المدخل المطل على الشارع رجل متوسط العمر تبدو عليه إمارات الطيبة وملامح التعب.

ــ سامو عليكو.. والنبى لو سمحت ممكن اقابل الست؟

ـ ست مين يا راجل انت؟

ــ هايكون مين يعنى؟ ست الكل. بهية. أم طرحة وجلابية. مصر أم الدنيا. هى مش فى المكتب هنا برضك؟

ـ أيوه ده مكتبها؟ بس هى مش فاضية دلوقتى يا عم الحاج. معندهاش وقت للمشاكل الصغيرة. أكل وشرب وصحة وتعليم والكلام ده. إحنا فى خطر والمؤامرة كبيرة ومفيش وقت غير للأمور المستعجلة. عدى علينا مرة تانية.

ـ يا بيه انا حالتى مستعجلة على الآخر. ولا عاوز اتكلم فى أكل ولا شرب ولا علاج ولا مدارس. انا جاى عشان الواد ابنى.. محروس. رجالتكو أخدوه ومن ساعتها مش عارفينله طريق.

ـ انت يا راجل هاتتبل علينا؟! مش كنت هنا من أسبوعين وقلنا لك ما شفناهوش وما حدش أخده؟!

ـ يا بيه أنا ما جيتش المرة اللى فاتت علشان محروس. وقتها كان الواد صالح هو اللى مخطوف وانتو قلتوا ما تعرفوهوش برضه وبعدين طلع عندكوا. رجعت البيت لقيتكم أخدتوا محروس!

ــ يا حاج ما تضيعش وقتنا. مصر أهم من ولادك.. فكر فى الأولويات.. فى المستقبل.. فى الخير اللى هتغرق فيه.. فى الأمل.. فى مصر.. وانا باكلمك كده فيه بيوت بتتبنى عشان مصر، وانا باكلمك كده فيه مزارع بتتزرع عشان مصر، وانا باكلمك كده فيه مصانع بتتصنع عشان مصر.

ــ يا بيه مصر لا هتزرع ولا هتقلع. المزارع مين هيزرعها؟ والمصانع مين هيشغلها؟ والبيوت مين هيعمرها؟ مش ولادى برضك؟! وانت بتكلمنى كده ولادى بيتخطفوا. وانت بتكلمنى كده ولادى بيتعذبوا. وانت بتكلمنى كده ولادى بيتكهربوا.

ــ ومصر هتعمل لك إيه؟

ــ أنا بس عاوز اقولها مالوش لازمة يعنى اللى الجماعة بيعملوه. انا لا عاوز اشرب ولا اكل ولا فارق معايا تعليم ولا صحة. كلها كماليات. أقول لك كمان؟! ولا عاوزهم يطلعوا. خليهم فى السجن. أنا عاوز مصر تخلى الجماعة يبطلوا يعذبوا ولادى. عاوزها ترفع سماعة التليفون تقولهم يبطلوا ضرب وكهربا.
يا بيه انتو مش كل حاجة بتعملوها علشان مصر؟ ينفع يعنى تعذبوا ولادى وتكهربوهم عشان مصر؟!

ــ والله يا عم الحاج انت باين عليك راجل طيب.

ــ (تتهلل أساريره) ده من أصلك يابيه. هتخلينى اشوفها؟

ــ معاك جنيه؟

ــ نعم؟!

ــ جنيه.. صبح صبح.. معاك جنيه؟

ــ يا بيه انشالله انطس فى نظرى ما معايا. اللقمة ما عادتش سهلة. سايق عليك النبى اشوفها يا شيخ. كلمتين بس إلهى لا يسيئك. والله ما هاخد وقت. (يجرى نحو باب المكتب، يمد يده ليمسك أكرة الباب فترتطم بالحائط ويتبين له أن الباب مرسوم وليس حقيقيا)

ــ إيه ده انتو عاملين مكتب فوتوشوب. مفيش مكتب؟! مفيش مصر؟!

(يظهر رجال أمن بنظارات السوداء وأجسام فارعة ومتينة، يهجمون على ذى الجلباب الأزرق ويقيدون حركته. يخرج رجل الاستقبال مسدسا من حزامه فى خفة واضحة ويضعه على رأس صاحب الجلباب)

ــ انا ما كنتش مستريحلك من ساعة ما دخلت. واضح انك عميل ومدسوس. مفيش فلاح بيقول «فوتوشوب» قول انطق.. انتوا مين؟ انتوا مين؟

ــ (فى ذعر واضح).. شعبـ.. شعبـ..

ــ مفيش حد اسمه شعب..

ــ وفيه حد اسمه مصر؟!

ــ بتقول إيه يا عميل؟

ــ شعبـ.. شعبـ.. عبان
التعليقات