البلد بتاعة العيال بتوع الدرة - حسام السكرى - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 5:36 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

البلد بتاعة العيال بتوع الدرة

نشر فى : السبت 14 مايو 2016 - 10:15 م | آخر تحديث : السبت 14 مايو 2016 - 10:15 م
هذه القصة «الخيالية؟!» نشرت فى صفحة محمد حسين المتخصص فى الاقتصاد. أنقلها لما فيها من عبرة وعظة، بشىء يسير من التصرف اقتضته محدودية المساحة.
..
«فى أحد البلدان أو القرى الصغيرة الفقيرة، كان فيه أولاد عايشين على بيع أى حاجة يلاقوها فى الزبالة.. خردة.. شوية بلاستيك.. ازايز».

فى يوم لاحظوا إن عربيات اللورى اللى راجعة بعد النقل أرضيتها مليانة بقوليات ساقطة، زى الدرة والفول. بدأوا يستنوا اللوريهات دى على ناصية الشوارع اللى بتهدى عندها وينطوا يكنسوها ويلموا اللى فيها. الناس سموهم العيال بتوع الدرة.

كانوا بيلموا الحبوب فى أشولة وينضفوها من التراب، ويلفوا على اللى بيربوا طيور ويبيعوها بنص تمن السوق. لما محلات عليقة الطيور والدقيق بدأت تتأثر، راحوا للأولاد وطلبوا يشتروا منهم السواقط بالجملة. الأولاد بدأوا يفرزوا ويبيعولهم، وفى نفس الوقت يشيلوا للزباين «النضيفة» القطاعى نصيبهم.

فى آخر الليل كانوا بيروحوا يشتروا عشاهم، وعددهم زاد لدرجة إن المحلات فى المنطقة بقت تفتح متأخر مخصوص علشان حجم الشرا بقى كبير.

فى الأول سواقين اللورى معجبهمش وبدأوا يسرعوا بدل ما يهدوا، فالأولاد قررت ما تنطش على العربيات النقل. وبعدين اكتشف السواقين إن الولاد بيوفروا عليهم وقت ومجهود التنضيف. لما رجعوا يهدوا تانى، الولاد ما كانوش بينطوا، فالسواقين وقفوا واترجوهم ينضفولهم العربيات. الولاد طلبوا أجرة تنضيف عشرة جنيه على كل عربية، ولو بمقطورة يبقى ١٢ جنيه، وقالولهم فيه حتة مهجورة وفاضية فى المكان الفلانى اركنوا عندها العربيات بتاعتكم بالليل ولما يصبح الصبح تيجوا تاخدوها نضيفة ومروقة. السواقين وافقوا.

وبعد فترة بسيطة الولاد عينوا اتنين منهم «قلبهم ميت» للحراسة وكانوا بيدفعوا لهم يومية محترمة. بعد شوية واحد منهم عمل نصباية شاى، وحد جه بعربية فول وطعمية يقف الصبح وبالليل للسواقين اللى طالعين واللى راجعين، وللأولاد دول. وشوية وجه اللى ينضف العربيات ويغسلها من برة.

فى شهور معدودة، وبلا مبالغة، الحتة المهجورة دى اتفتح فيها عب اقتصادى قايم على إعادة تدوير حاجات كانت بتترمى فى الشوارع، بدون رأسمال ولا دياوله. والولاد بتوع الدرة أحيوا العظام وهى رميم.
فاتت الشهور وفى يوم لقيوا عربية بوكس «عربية شرطة»، نزل منها أمين شرطة ونده على واحد فيهم «خد يالا». جاله الكبير بتاعهم وقاله «أيوة يا باشا».

ــ إيه اللى انتوا عاملينه ده يالا؟

ــ إيه يا باشا، أكل عيش.

ــ معاكوا تصريح بأكل العيش؟

ــ تصريح إيه يا باشا، هو التنضيف عايز تصريح؟

ــ إنت هتستعبط يالا؟ أمال الأرض دى إيه؟ دى ملك الدولة.

ــ دولة إيه يا باشا، إحنا غلابة ولاقينا أرض ميتة، لا كان فى حاجة بتقول دولة ولا تبع حد.

ــ لم ياض الهليلة دى بدل ما ألمكم على البوكس.

ــ هو إحنا بنسرق؟

ــ بلاش لماضة يابن الـ....

رسى الموضوع على إن بتاع الشرطة عايز ياخد أرضية. فرد واحد منهم وقاله نديك أرضية بتاع إيه؟ ونديك فلوس ليه؟ لو كان عالحراسة احنا عندنا اللى يحرس.

الشرطة لمت كام عيل منهم وأخدوهم على البوكس، وبدأت تشد المقطورات اللى تركن هناك وتدفع السواق غرامة، وهددوا السواقين ان اللى هيركن هيتشد على المركز.

وفعلا، بطلت المقطورات تروح، والدنيا هناك قفلت، وكل اللى اتفتح من بيع وشرا على حس الولاد بتوع الدرة بدأ ينش..»..
وتوتة توتة.. خلصت العيال والبلد والحدوتة..»
التعليقات