الإخوان المغيبون - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 9:09 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإخوان المغيبون

نشر فى : الخميس 26 ديسمبر 2013 - 7:30 ص | آخر تحديث : الخميس 26 ديسمبر 2013 - 7:30 ص

من يقرأ البيانات الصادرة عن جماعة الإخوان المسلمين وما يصدر عن قياداتها أو حتى أعضائها من تصريحات يدرك أننا أمام جماعة قررت الانفصال عن الواقع والحياة فى عالم افتراضى لا وجود له إلا فى ذهن أعضائها. فالجماعة التى تصدر كل ساعة بيانا أو رسالة تزعم فيها «قرب انهيار الانقلاب» وتتحدث فيها عن «الحشود الهادرة» التى تملأ الشوارع وعن «الملايين» من الأنصار، هى بكل تأكيد جماعة مغيبة تماما تقود البلاد نحو هاوية لا نجاة منها إلا برحمة الله.

فالإخوان المسلمون يرفضون الاعتراف بفقدان كل مشاعر التعاطف والقبول لدى قطاعات واسعة من المصريين سواء على المستوى السياسى أو حتى على المستوى الإنسانى وهو ما تجلى بوضوح فى الانتخابات النقابية التى جرت خلال العام الأخير. فالإخوان الذين احتكروا مجلس نقابة الصيادلة لم يحصلوا إلا على مقعدين فقط من بين 12 مقعدا جرت الانتخابات عليها فى التجديد النصفى للمجلس فى عهد رئيسهم المعزول محمد مرسى. ثم جاءت انتخابات نقابة الأطباء قبل أسبوعين تقريبا فلم يحصلوا إلا على مقعد واحد من 12 مقعدا جرت الانتخابات عليها.

ومظاهرات الجماعة باتت هدفا للاعتداءات من جانب عوام الناس فى كل شارع ومدينة بعد أن كانت هذه الجماعة تعيش وسط مجتمع حاضن لها ويتعاطف معها فى مواجهة السلطة.

إن حالة تغييب العقل والوعى التى تمارسها قيادة الجماعة مع أفرادها ستقودها إلى كارثة محققة إذا ما تصاعدت مشاعر الكراهية الشعبية لهذه الجماعة نتيجة استمرار مظاهراتها من ناحية واستمرار العمليات الإرهابية التى يرى كثيرون أن الجماعة مسئولة عنها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

وقد رأينا كيف تحولت مشاعر الغضب من الجماعة إلى أعمال عنف استهدفت ممتلكات أعضائها فى أكثر من مدينة بعد الهجوم الإرهابى الذى تعرضت له مديرية أمن الدقهلية فجر الاثنين الماضى.

المأساة أن أعضاء هذه الجماعة البائسة اختاروا واختارت لهم قيادتهم الحياة فى «معازل» معنوية وحقيقية على غرار معازل اليهود (الجيتو) التى عاش فيها يهود دول العالم قبل قيام إسرائيل. فأعضاء الجماعة لا يتحدثون إلا مع بعضهم البعض ولا يتعاملون إلا مع وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت الموالية والتى تقدم لهم تصورا للعالم لا وجود له بالحديث عن انشقاقات فى نظام الحكم وتصاعد فى الرفض الشعبى للحكومة وتنامى أعداد المؤيدين للجماعة وتحركاتها.

هذه الحالة من الانفصال عن الواقع تهدد بخلق جيل من الإرهابيين العدميين الذين يرون أن هذا المجتمع الرافض لهم لا يستحق الحياة فيصبح اللجوء إلى العنف والقتل أمرا طبيعيا ومبررا بل ومطلوبا لأنه ببساطة يفتح أمام هؤلاء المرضى النفسيين الباب أمام الانتقال إلى عالم أفضل فى الآخرة.

جماعة الإخوان المسلمين، بسبب انفصالها عن الواقع، اختارت منذ بداية الأزمة السياسية التى أطاحت بحكم الجماعة أن تلعب مباراة صفرية لا تقبل التعادل لأنها توهمت امتلاكها للأوراق الرابحة. فالإخوان تصوروا أنهم الوحيدون القادرون على الحشد والتظاهر والتصدى لأى احتجاجات شعبية ضد نظام حكمهم وإفشالها فرفضوا تقديم أى تنازلات للمعارضة المتنامية فى الشهور الأخيرة من حكم مرسى. ولما حانت لحظة الحقيقة وخرجت الملايين المطالبة بإسقاط مرسى وساندها الجيش والعديد من أجهزة الدولة رفض الإخوان الاعتراف بالهزيمة وقبول «وقف إطلاق النار» واختاروا الدخول فى معركة بلا نهاية ندفع جميعا ثمنها.

التعليقات