الإخوان فى صراع البقاء - محمد موسى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:02 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإخوان فى صراع البقاء

نشر فى : الأربعاء 27 مارس 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 27 مارس 2013 - 8:00 ص

الرئيس مرسى خدعنا عندما استخدم تعبير «رئيس لكل المصريين»، فالرجل لا يرى إلا عشريته، ولا يعمل إلا من أجل الإخوان.

 

فى نوفمبر الماضى ذهب أعضاء الجماعة إلى محيط قصره، فخرج إليهم خطيبا، وكلفهم بنقل أفكاره المباركة إلى بقية الشعب، «أرجو أن تنقلوا عنى إلى كل أبناء مصر فى كل مكان، أننى لا يمكن أن أظلم أحدا».

 

بقية الشعب هم نحن المصريين الذين لم ينضموا للجماعة، والمعارضون الذين وصفهم يومها بأنهم «قلة فقط وليسوا أكثرية». بعدها بأيام قليلة أحاط معارضوه بالقصر، فخرج من الباب الخلفى، وأرسل لهم ميليشيات انتزعتهم من الخيام بالضرب والتنكيل، والتشهير الرخيص بهم على قنواته وقنوات حلفائه.

 

وعندما تعرضت للحصار مؤسسات الدولة المقدسة، مثل المحكمة الدستورية العليا، أو غير المقدسة، مثل مدينة الإعلام، لم يتعرض مرسى فى خطاباته الغزيرة لهذه الجرائم، لكنه انتفض عندما تحول الغاضبون صوب قدس الأقداس فى المقطم، فخرج بخطاب الأحد الحزين، ليشهر من جديد تهديداته الغامضة ضد «كل من يدينه القضاء، مهما كان مستواه»، كما قال الرئيس، وكأننا عرفنا اختراع القضاء بعد صعود المعارضين جبل المقطم.

 

إلى أين تأخذنا هذه الجماعة وهى تحكمنا بلا منازع، وتدير البلاد دون أن تستمع لأحد؟

 

فى شهور معدودة أدخلنا الإخوان فى حالة تقسيم طائفى لم تشهدها مصر منذ العصور الوسطى، وانقسام سياسى يستخدم كل اتهامات الدمار الشامل من أول اختلاف، وفوضى ميليشيات فى الشوارع بعد انهيار الدولة.

 

البلتاجى ينصحنا بقراءة محاضرات آفى ديختر رئيس الشاباك الصهيونى السابق، وماكس مانوارنج الخبير الاستراتيجى الأمريكى، لنتعرف على هوية من هاجموا مكتب الإرشاد، قبل أن يصل إلى قلب الحكمة: الخلاف السياسى من موقعة الجمل إلى موقعة الجبل صراع وجود وليس صراعا سياسيا.

 

عصام العريان وضع الجماعة فى مواجهة معارضين هم فى الحقيقة «من رموز نظام مبارك، ومن يريدون الخراب لمصر»، وهم ليسوا معارضين للجماعة، بل للشعب، فإلى أين تأخذنا هذه اللغة؟

 

صراع الوجود الذى تتحدث عنه الجماعة عقيدة أساسية فى تكوينها وتطورها عبر العصور السبعة، وهو صراع ينتهى بهلاك أحد الطرفين، كما علمتنا الغابة. أما الخلاف السياسى فهو حوار بين طرفين، ينجح لو بدأ من التأكيد على الثوابت، ثم توصل إلى حل وسط بشأن الخلافات، كما تقضى علوم السياسة.

 

لقد تحولت الجماعة فى عيون الكثيرين منا، وبسرعة خيالية، من صورة الضحية على مر العهود السبعة، إلى صورة جلاد عملاق، يتحدث هذه اللغة المتعالية، ويشهر الميليشيات دفاعا عن رجال الجماعة، ومنشآت الجماعة، وأهداف الجماعة الغامضة، ضد كل من تسول له نفسه أن يقترب.

 

إنها الحرب إذن.

 

«سنأكلهم»، قالها أحد قادتهم وهو يتحدث عن المتظاهرين بجوار الإرشاد، فى «فتحة صدر» لا تليق بمن يسهم فى العمل العام، أو يعمل بالسياسة، ولا بمن ينسب نفسه للإسلام أساسا.

محمد موسى  صحفي مصري