قبل أن يغمر الظلام مهرجان القاهرة - خالد محمود - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 1:00 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قبل أن يغمر الظلام مهرجان القاهرة

نشر فى : الثلاثاء 28 مايو 2013 - 9:15 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 28 مايو 2013 - 9:15 ص

هل سقط مهرجان القاهرة السينمائى الدولى من حسابات وزير الثقافة الجديد د.علاء عبد العزيز؟

 

 سمعنا عن زوبعة قراراته وتصريحاته وجولاته فى أروقة كيانات وزارة الثقافة،  يطيح بهذا،  ويتحفز لذاك، ولم نسمع شيئا يخص مهرجان القاهرة هذا العام وهو كيان فنى وثقافى كبير.

 

جميعنا يعلم الأجواء المشحونة التى أقيمت فيها الدورة الماضية من المهرجان، ولم نعلق المشهد الهذلى الذى ظهرت به على ظروف المناخ السياسى لمصر، بل لابد أن نعترف أن التناحر على إدارته أثر سلبا على صورته ومكانته، ولا أُعفى وزير الثقافة السابق وفرقته التى خول لها المسئولية من التعامل باستهانة وسذاجة وتعجل مع مهرجان مصر الأول.

 

والسؤال الذى يفرض نفسه :هل يكره وزراء ثقافة عصر الإخوان السينما ومحفلها الدولى  والاهم تاريخيا فى المنطقة ؟ ولماذا دائما تأتى فى نهاية اهتماماتهم إذا كان هناك اهتمام أصلا.

 

إن دول العالم تعمل ألف حساب لمهرجاناتها السينمائية الكبرى، لأنها تدرك أهميتها ورسالتها الفنية والإنسانية بل والسياسية أيضا، فى كل مهرجانات العالم يعكف المسئولون عنها مبكرا على وضع أسس وملامح الدورة الجديدة للمهرجان، وتوفر الحكومات كل الوسائل الممكنة للخروج فى أبهى صورة، ونحن نكتفى بالمشاهدة والحسرة دائما.

 

فى قلب القاهرة تجرى الآن مفاوضات مع صناع الأفلام المصرية لعرض أفلامهم الجديدة فى مهرجانات مثل أبو ظبى، ودبى،  والدوحة، بعد ان وضعت كل شئ عن مسابقاتها وندواتها وضيوفها وهى ستقام خلال اكتوبر وديسمبر ،  ونحن مازلنا لا نعرف مصير مهرجاننا المجهول.. لا نعرف حتى موعد إقامته ولا هوية دورته القادمة ولا نسمع شيئا عن مفاوضات مماثلة مع مخرجى العالم ومصر لعرض أفلامهم.. وكيف يكون هناك تفاوض إذا كانت وزارة الثقافة لم تفكر فى الأمر برمته،  على الاقل بشكل معلن.

 

فى العام الماضى كنت شاهدا على مهزلة لم تحدث فى التاريخ، فقد تولت إدارة المهرجان جمعية أهلية من النقاد والسينمائيين حسب إعلان الدولة، واشتغل أعضاء الجمعية على المهرجان بهمة ونشاط وفاعلية وحب،  ثم جاء وزير الثقافة وألغى مهمة الجمعية وأخذ المهرجان ليلقى به فى حجر إدارته القديمة تحت رعايته وهى المتهالكة فكريا لاتملك القدرة على التجديد والابداع ومسايرة ما يحدث فى مهرجانات العالم،  فما الذى سيحدث هذا العام، هل تنظمه وزارة الثقافة الصامتة حتى الآن وبنفس الفريق القديم،  أم سيكون هناك إعلان جديد لتتولى جمعية أهلية إدارته.

 

مهرجان القاهرة السينمائى الدولى لا يستحق من الدولة هذه الاستهانة والإهانة،  وعلى وزير الثقافة الجديد الذى وصف نفسه «مثقف مستقل »،  وإن كان لم يتجاوز أياما قليلة فى منصبه، أن يخرج علينا ويعلن بشفافية موقفه من مهرجان القاهرة، ويكشف عن خارطة طريق دورته المقبلة قبل أن يغمره الظلام.

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات