«البيت الإبراهيمى» و«إحياء الهولوكوست».. إسرائيل بيننا - محمد سعد عبدالحفيظ - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 4:13 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«البيت الإبراهيمى» و«إحياء الهولوكوست».. إسرائيل بيننا

نشر فى : الأحد 30 يناير 2022 - 8:35 م | آخر تحديث : الأحد 30 يناير 2022 - 8:35 م
فى محاولة لخلط الأوراق، والتشويش على الهدف المستتر من تأسيس ما يسمى «البيت الإبراهيمى» بالعاصمة الإماراتية أبو ظبى، ألقى المستشار محمد عبدالسلام أمين عام لجنة الأخوة الإنسانية «قنبلة دخان» للتغطية على جوهر الأزمة التى تصاعدت أصداؤها عقب هجوم شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب على ما يسمى «الديانة الإبراهيمية»، قبل أسابيع.
فى مقاله «بيت العائلة الإبراهيمية.. حوار وتعايش لا اندماج وانصهار» المنشور على موقع «العربية نت» قبل أيام، اعتبر عبدالسلام مستشار شيخ الأزهر السابق المقيم حاليا فى دولة الإمارات، أن الربط بين ما يسمى «الدين الإبراهيمى»، ومبادرة «بيت العائلة الإبراهيمية» التى تشرف عليها لجنة الأخوة الإنسانية، ما هو إلا محاولة مغرضة وزائفة لاستهداف هذا «المشروع النبيل».
وقال عبدالسلام إن «ما يجرى الترويج له على أن المبادرة هى محاولة لدمج جميع الديانات الإبراهيمية، أبعد ما يكون للحقيقة»، ويرى الرجل أن «بيت العائلة الإبراهيمية رمزٌ لاحترام التنوع الدينى وخصوصياته، وليس محاولة لإذابة الفوارق والاختلافات بين الأديان أو محو الهُوِيَة المتفردة لكل دِين».
عبدالسلام أراد من مقاله إقناع الرأى العام بأن مشروع بيت العائلة الإبراهيمية تم تأسيسه على مرتكزات إنسانية وأن هدفه «إبراز قيم السلام والتسامح والعدالة والمحبة»، وأسقط القاضى ــ المستقيل من منصبه ــ عن عمد ومع سبق الإصرار، الأبعاد الأخرى للمشروع الذى طفا إلى السطح فى ظل سياقات سياسية وجيوسياسية مرتبطة بإعداد المسرح لتوقيع «اتفاقات إبراهام» بين عواصم خليجية والعدو الصهيونى برعاية أمريكية نهاية عام 2020.
«بيت العائلة الإبراهيمية» الذى يضم مسجدا يحمل اسم الإمام الطيب، وكنيسة باسم البابا فرنسيس وكنيسًا يهوديًا باسم موسى بن ميمون، لا يمكن فصله عن المحاولات الحثيثة لتسويق إسرائيل فى المنطقة، فالمشروع الذى يبدو فى ظاهرة إنسانى ودينى ويتم تصديره على أنه محاولة لنبذ التعصب، يهدف لكسر الحاجز بين شعوب المنطقة ودولة الاحتلال، وتصوير وجود الصهاينة فى مدن دول الخليج على أنه أمر طبيعى، يتاجرون ويتجولون ويؤدون طقوسهم الدينية جنبا إلى جنب مع المسلمين والمسيحيين وتحت سقف صرح واحد، وكأن صفحة الدم التى بيننا وبينهم قد طويت.
من حق أى نظام عربى أن يفعل ما يشاء وأن يُطبع مع دولة الاحتلال بما يعتقد أنه يُخدم على مصالحه، لا لوم عليه، فقد سبقهم إلى قطار التطبيع عواصم أخرى، لكن إقحام شيخ الأزهر وتوريطه لتنفيذ أجندة المطبعين الجدد وتحقيق أهدافهم فهذا هو الفخ الذى لا يجب أن ينجر إليه الزعيم الروحى لمعظم شعوب دول المنطقة.
حضور الإمام الطيب حفل افتتاح «البيت الإبراهيمى» الذى من المتوقع أن يشارك فيه مسئولون ورجال دين إسرائيليون، سيضعه فى خانة المساهمين فى خطة تسويق التطبيع مع دولة الاحتلال.
حاول الطيب المعروف برفضه للتطبيع بكل صوره، أن ينأى بنفسه عن الترويج للاتفاقات الإبراهيمية، وسجل فى الاحتفالية التى أُقيمت بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيس «بيت العائلة المصرية» موقفا حاسما مما يعرف بـ«الديانة الإبراهيمية»، وأكد أن تلك الدعوات «أقرب إلى أضغاث الأحلام منها لإدراك حقائق الأمور وطبائعها».
الآن يحاول مستشاره السابق خلط الأمور، وهدفه فيما يبدو التمهيد لمشاركة الطيب فى حفل افتتاح هذا البيت، دون أن يجيب عن السؤال الذى يشغل بال الرأى العام العربى «هل تم دعوة وفود إسرائيلية لحضور افتتاح البيت الإبراهيمى؟»، أم أن الشعوب العربية والإسلامية ستُفاجأ باعتلاء الطيب منصة واحدة أو وجوده تحت صرح واحد مع ممثلين لدولة الفصل العنصرى الذين ينكرون الحقوق الفلسطينية، بحسب ما أكد رئيس وزارئهم فى تصريحات لصحيفة «إسرائيل اليوم» قبل أيام.
إن حضر الطيب تلك الفعالية، فخطؤه لا يقل فداحة عن خطيئة السماح بإقامة احتفالية لإحياء ذكرى «الهولوكوست» بأحد فنادق القاهرة قبل أيام.
المشاركون فى تلك الاحتفالية التى نظمتها السفارة الأمريكية بالقاهرة، ادَّعوا أن إقامة الفعالية «خطوة مهمة إلى الأمام من أجل الشمول الدينى والسلام بين الأديان»، ورغم حضور شخصيات رسمية مصرية تضمنت كلمات بعض الصهاينة المشاركين فى الاحتفال وصلات هجوم على ثورة 23 يوليو وقادتها، فى وقت لا يسمح فيه فى معظم الدول العربية بإحياء ذكرى المجازر التى ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى فى حق إخواننا الفلسطينيين.
رغم مرور أكثر من 4 عقود على توقيع «كامب ديفيد»، إلا أن إسرائيل ظلت تعانى من وجودها فى قلب «غابة من الكراهية»، فلم يكن مواطنوها يجرءون على كشف هويتهم الحقيقية.. الآن يتجولون فى عواصمنا ويحتفلون بانتصاراتهم ويتبادلون الأنخاب ابتهاجا بكسر الإرادة العربية.
التعليقات