بين اختبارين - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 9:30 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بين اختبارين

نشر فى : الأحد 30 يونيو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 30 يونيو 2013 - 10:26 ص

تقف مصر اليوم، أمام اختبارين حقيقيين وكلاهما فى غاية الصعوبة، الأول هو اختبار «الحق فى التظاهر» والثانى هو «سلمية التظاهر ونبذ العنف»، وهو ما نتمنى أن ينجح فيه الجميع، لأننا لا نتخيل، لا قدر الله، مواجهة مصرى لمصرى، أى كانت الأسباب أو الدوافع، لذا ندعو الله ان يوفق الجميع فى تحقيق مقولاته والحفاظ على شعاراته، وأن يبذل الجميع الجهد فى ذلك.

 

ويمكن للسياسة أن تمضى بين المختلفين للوصول إلى ما يمكن أن نسميه تحقيق الإرادة الشعبية، وتحقيق كل ما هو فى صالح الوطن، لأن أى سيناريو آخر، لا يمكن أن يؤدى إلى أية نتائج جيدة، فطريق الصدام مفزع ومدمر والخسارة ستقع على الجميع، بما فى ذلك قطاعات من المواطنين لا ذنب لهم ولا جريرة فيما يحدث، ووقوفهم بعيدا عن أية مواقف يبقى حقهم تماما، مثل الذين لا يكلون عن التعبير عن مواقفهم ليل نهار. 

 

نتمنى، من كل الذين أعلنوا إيمانهم بحق التظاهر، أن يعملوا على ذلك فعلا، ويتركوا الذين يرغبون فى التظاهر، فى التعبير عما يرغبون فى التعبير عنه، خاصة أنهم قالوا كثيرا إن ذلك من المكاسب الكبرى التى حققتها ثورة يناير، ولا تنازل عنها، لذا يجب أن يكون هذا الحق للجميع، فى إطار واضح من السلمية، لأن ثورة يناير التى منحت التظاهرات الشرعية الكاملة، كانت عبقريتها فى سلميتها، وهذه مهمة المتظاهرين، كما انها مهمة أجهزة الأمن بكل أصنافها وأنواعها. 

 

وفى المقابل، الذين رفعوا شعار السلمية، والذين أعلنوا نبذ العنف، عليهم أيضا العمل على ذلك، بل وبذل الجهد الحقيقى والكبير لتحقيق ذلك، لأن السلمية ونبذ العنف ليست مجرد شعارات، أو مواقف لإبراء الذمة، والسلمية يتحملها المتظاهر، كما يتحملها قادة المظاهرات والداعين لها، وهى ليست من الرفاهيات أو استكمال الوجاهة السياسية.

 

ويجب أن يعلم الجميع، أن السلمية ونبذ العنف هى الطريق الوحيد نحو نجاح أى مشروع سياسى، كما انهما يمكن أن يحميا مصر من مهالك محققة، لأنه لن يستطيع  أى فريق أو أية قوى سياسية تحمل تكاليف إراقة الدماء، كما انه لا يمكن أن يكون هناك أى مستقبل للبلاد فى حالة دوران آلة العنف الجهنمية، لأنها لا تبقى ولا تذر. 

 

هذه هى امتحانات اليوم واختباراته الصعبة، وأعتقد أن الدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها مطالبة بأن تكون على قدر المسئولية، لأنه بصراحة شديدة، نشعر فى بعض الأوقات، أن البعض لا يأخذ المسئولية فى حسبانه، بل البعض لا يلتفت إليها أصلا، وربما عدم تحمل المسئولية، هو الذى دفع مصر بالأساس للوصول إلى هذه اللحظة وهذا المشهد، وعلى من فى الحكم ومن بيده مقاليد الأمور أن يكون حكيما وصادقا ومسئولا فى هذه اللحظات الصعبة، التى من الممكن أن تدخل بالبلاد نفقا حقيقيا مظلما، ربما لا نستطيع الخروج منه قبل سنوات طويلة، ولا يبقى سوى التوجه لله بالدعاء حتى يحفظ لنا الوطن ويحمى مواطنيه.. يا رب.

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات