أتليتكو.. روبين هود أوروبا - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:14 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أتليتكو.. روبين هود أوروبا

نشر فى : الثلاثاء 15 أبريل 2014 - 7:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 15 أبريل 2014 - 7:00 ص

•• الفرق الكبيرة لا تموت ولا تنهار بسهولة، مع تقديرى للصديق والوزير والأديب الجزائرى عز الدين ميهوبى، أحد ألمع من قرأت لهم فى المجال الرياضى. ففى مقال له بجريدة الحياة اللندنية تحدث عز الدين ميهوبى عن انهيار برشلونة، وعدد أسباب هذا الانهيار بدءا برحيل خوان لابورتا الرئيس السابق للنادى، ثم رحيل جوارديولا المدرب الشاب صاحب أفضل الإنجازات بجانب تصريحات يوهان كرويف التى أحبطت اللاعبين والخاصة بانتقاده خطط تاتا خليفة تيتو. وعدم رضاه عن أداء نيمار. وهذا بالإضافة إلى ضعف الدفاع الكتالونى، وتراجع مستوى ميسى بسبب الإصابات، وأخيرا قرار الفيفا بحرمان برشلونة من إبرام صفقات ودخول أتليتكو مدريد منافسا لريال مدريد وبرشلونة فى الليجا.

•• لا أعرف فى تاريخ كرة القدم الطويل فريقا ظل بطلا على الدوام. لا يوجد هذا الفريق ولو كان موجودا لماتت كرة القدم وفقدت بريقها وشعبيتها. حتى فى الملاكمة كما فى الحارة. البطل يخرج أو يصنع له من يهزمه. والفتوة يبطله ويطرحه فتوة جديد.. لقد كان ريال مدريد ملكا متوجا فى الخمسينيات والستينيات ثم غاب. وكان منتخب المجر فريقا لا يقهر، ثم خسر فيما عرف بمعجزة برن عام 1954 فى سويسرا. وأحرزت البرازيل كأس العالم خمس مرات من 19 مرة شاركت فيها.. لم تفز باللقب فى كل مرة.. فقد ظهرت ألمانيا وفرنسا والأرجنتين وإسبانيا وحتى أوروجواى التى مازال شبحها يسكن مدرجات استاد ماراكانا العظيم منذ عام 1950.

•• خسر برشلونة أمام غرناطة بهدف لاشىء. لكننى شاهدت الفريق الكتالونى مهاجما ومخترقا دفاعات منافسه وواصلا إلى مرماه ورأيت نيمار يهدر تعادلا عادلا لم يتحقق.. هذا هو عدم التوفيق فى كرة القدم أو سوء الحظ (القارىء عاطف المغربى يعترض على من يقول سوء توفيق ومعه حق).. وهو الفوز الأول لفريق غرناطة على برشلونة منذ 42 عاما وتحديدا من 19 أبريل 1972. وكان غرناطة سبقه بانتصار مماثل فى عام 1931.. فهو يهزم برشلونة مرة كل 40 سنة تقريبا..؟!

•• أتليتكو مدريد دخل السباق المحلى والأوروبى وهو يوصف بأنه روبين هود الكرة الإسبانية والأوروبية الذى يتحدى الكبيرين ريال مدريد وبرشلونة

وعلى مدى 20 عاما دخل أتليتكو فى متاهة الضرائب الإسبانية وهى مسألة لاتخضع لأى مواءمات أو أعذار. ومنذ سبع سنوات تعرض النادى لأزمة خطيرة حين قضت المحكمة الإسبانية بتغريمه 171 مليون يورو بسبب قضية ضرائب.. والأمر سبب معاناة شديدة للفريق ومازال يعانى. لكنه فى توقيت صعب خسر أهم لاعبيه دييجو كوستا فى مباراة فريقه أمام خيتافى وقد تعرض لكسر فى ركبته بعدما سجل الهدف الثانى. ودييجو كوستا هو المهاجم الذى يخشى قوته المدافعين. وغيابه عن الفريق فى موقعة أبطال أوروبا أمام تشيلسى ستكون خسارة كبيرة.

•• يحظى فريق أتليتكو بتشجيع أهل العاصمة مدريد، وهناك ما يسمى بالتعاطف معه من جانب جماهير الكرة الأوروبية فى مشواره بدورى الأبطال حاليا، لأسلوبه الذى يتسم بالكفاح وبالدفاع الذى أضفى قيمة على الأساليب الدفاعية، فالمهم كيف تدافع؟ بتنظيم وبخطة أم بعشوائية وارتجال.. وقد تكون تلك فترة أتليتكو. لكن السؤال هو: إلى أى مدى يمكن أن تطول هذه الفترة.. أم أنها ستكون مجرد طفرة؟

•• تيتو الذى خلف جوارديولا فى تدريب برشلونة كانت ظروفه صعبة. وتاتا الذى تسلم المهمة من تيتو حظه سىء.. لكن من المؤكد أن برشلونة سوف يهزم ضعفه يوما وسوف يهزم سوء حظه يوما ما.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.