حول سلطة المذيع فى العالم العربى - قضايا إعلامية - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 9:08 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حول سلطة المذيع فى العالم العربى

نشر فى : الأحد 21 مايو 2017 - 12:25 ص | آخر تحديث : الأحد 21 مايو 2017 - 12:25 ص
نشرت صحيفة الحياة اللندنية مقالا للكاتب محمد شومان حول تزايد سلطة المذيع فى قنوات التلفزيون العربى وتحديدا خلال الآونة الأخيرة، كما يتطرق إلى المداخل التى يمكن من خلالها تفسير هذه الظاهرة.
يقول الكاتب بداية أن دور المذيع فى العالم العربى لم يعد مقتصرا على مجرد تقديم البرامج وإنما امتد ليلعب أدوارا سياسية ودعائية تتجاوز الأعراف والقواعد المهنية المعروفة فى الإعلام؛ فظهر المذيع أو مقدم البرامج كأنه الخطيب أو الداعية الذى يتحدث إلى الجمهور مباشرة ومن دون وجود ضيوف أو أسئلة، من أجل إقناعهم بفكرة أو تبنى موقف سياسى، وظهر أيضا السياسى وأستاذ الجامعة ولاعب الكرة الذى تحول إلى مذيع من دون تدريب أو معرفة بالقواعد المهنية. إضافة إلى ذلك فقد أصبحت سلطة المذيع المطلقة مستمدة من سلطة الميديا كما أنها مستمدة أيضا من سلطة الدولة والأحزاب ورجال الأعمال والشركات الرأسمالية التى تملك وتدير قنوات التليفزيون العربية.
على جانب آخر يمكن تفسير هذه الظاهرة ــ تزايد دور المذيع ــ من خلال عدة مداخل؛ يستند الأول منها على نظرية التمثيل؛ حيث تفترض قواعد الإعلام العربى أن المذيع يكتسب سلطته باعتباره ممثلا للرأى العام أو على الأقل لقطاع منه، خصوصا أن هناك قياسات منتظمة لنسب المشاهدة ولآراء الجمهور فى البرامج المختلفة والمذيعين، وبالتالى تتوافر مؤشرات شفافة عن أداء كل مذيع ونسب المشاهدين الذين يتابعونه، ومن ثم مدى تمثيله لقطاع من الرأى العام، ولكن الدول العربية لا تمتلك قياسات دقيقة وشفافة عن نسب المشاهدة لكل برنامج ومدى جماهيرية كل مذيع، مما يترك المجال أمام كل قناة أو مذيع لإطلاق ما يشاء من أحكام وأكاذيب عن شعبيته الواسعة وأنه صاحب البرنامج الأكثر انتشارا وتأثيرا، إلى غير ذلك من المبالغات التى يطلقها المذيع عن نفسه وتشارك القناة فى الترويج لها، على اعتبار أن هذه المبالغات قد تساعد فى جذب المعلنين، وزيادة دخل القناة.
أما المدخل الثانى فينطلق من فكرة ضعف المجال العام وحصار العمل السياسى الحقيقى ما أدى إلى تحويل قنوات التليفزيون إلى أدوات للعمل السياسى والصراع الطائفى على نحو ما كانت تقوم به الصحافة الحزبية فى الدول العربية فى مراحل تاريخية سابقة.
يختتم الكاتب بالمدخل الثالث والذى يفترض أن انتشار واستمرار الأداء غير المهنى للمذيع أو المذيعة فى الإعلام العربى أقنعا مالكى ومشغلى القنوات بنجاح هذه النماذج وقدرتها على زيادة نسب المشاهدة ومن ثم زيادة إقبال المعلنين، من هنا حصل بعض المذيعين على أجور مرتفعة للغاية كما حصل بعضهم على نسب من الإعلانات وهى أمور غريبة وغير معمول بها فى العالم من دون الاستناد إلى إحصاءات دقيقة عن نسب وتوقيت المشاهدة لكل برنامج أو قناة.
التعليقات