أوروبا ضحية الصراع الأمريكي الروسي - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:26 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أوروبا ضحية الصراع الأمريكي الروسي

نشر فى : الجمعة 24 يونيو 2022 - 9:00 م | آخر تحديث : الجمعة 24 يونيو 2022 - 9:00 م
نشر موقع Euraisa review مقالا للكاتب إريك زويس بتاريخ 20 يونيو تناول فيه جذب أوروبا للصراع الأمريكى الروسى بسبب قادتها دون النظر لمصلحة شعوبهم والتأثير السلبى لذلك الصراع عليهم... نعرض من المقال ما يلى:
استهل الكاتب حديثه موضحا مدى الاعتماد الأوروبى على روسيا فى الوقود الذى يدفئها فى الشتاء ويلطف الأجواء فى الصيف، وينشط مصانعها، لكن الضغوط الشديدة المفروضة من قبل واشنطن أرغمت معظم قادتها (باستثناء أورسولا فون دير لاين، وروبرت هابيك، وأنالينا بربوك)، لخفض واردات الوقود الروسى وقطعها بشكل جذرى فى أكتوبر، ثم مقاطعتها تماما بعد ذلك بوقت قصير. فى شهر ديسمبر، عندما يبرد الطقس سيؤدى قطع إمدادات الوقود إلى ارتفاع أسعار الوقود فى أوروبا. وقد تم التخطيط لتلك المقاطعة فى واشنطن مسبقا، ويتم تنفيذه من قبل رؤساء أوروبا الخاضعين لأوامر واشنطن الآن.
كل هذه المعاناة فقط من أجل معاقبة روسيا، لأنها تكنّ الكراهية الشديدة لروسيا منذ 25 يوليو 1945. إن هوس واشنطن بتغيير النظام فى روسيا، أى سيطرة واشنطن على روسيا كما تفعل مع بقية أوروبا، سيؤدى إلى انهيار اقتصادى فى أوروبا قبل انتهاء هذا العام.
إن حتمية هذا الانهيار الاقتصادى الآن هى الرسالة الواضحة التى وثقها خورخى فيلتش بتفصيل كبير فى مدونة صقر فى 18 يونيو تحت عنوان «لا وقود لأوروبا»، مستشهدا بعدد من المصادر المعروفة من المواقع والصحف. لا يترك مقال فيلتش مجالا للشك فى أن زعماء أوروبا ختموا مذكرات الإعدام لاقتصادات دولهم من خلال الامتثال لمطالب واشنطن من أجل هزيمة روسيا. وسواء كانت واشنطن ستهزم روسيا أم لا، فإن هذا سيدمر أوروبا بالتأكيد، إليك كيف ولماذا:
لم يكن الأمر مجرد تبجح عندما صرحت قناة RT News الروسية فى 19 يونيو: «حذر الاتحاد الأوروبى من سنوات من ارتفاع أسعار الغاز فى المستقبل»، وتابعت: «ستظل أسعار الغاز فى الاتحاد الأوروبى مرتفعة لعدة سنوات أخرى»، قال وزير الطاقة الروسى ألكسندر نوفاك يوم الجمعة قبل الماضية، محذرا من مشاكل خطيرة فى جميع أنحاء أوروبا عندما تبدأ فترة الخريف والشتاء.
من الواضح أن سبب هذه المعاناة زعماء الولايات المتحدة فى أوروبا، الذين يتبعون أوامر واشنطن أكثر مما يخدمون الاحتياجات الأساسية لشعوبهم، حتى الأشخاص الذين صوتوا بالنسبة لهم.
أوروبا تعتبر من الدول التابعة للولايات المتحدة ليس فقط منذ تفكك الاتحاد السوفيتى فى عام 1991، وإنما منذ عام 1945. سيعانى الأوروبيون الآن من فقر مدقع لكى يتمكن الأسياد فى واشنطن من تشديد الخناق ضد روسيا، التى يكرهونها كثيرا لعدم الانصياع للإمبراطورية الأمريكية (كما فعلت بقية أوروبا).
يُزعم أن اتخاذ تلك الإجراءات فقط لأن «بوتين بدأ الحرب فى أوكرانيا فى 24 فبراير 2022». لكن فى الحقيقة، أوباما هو الذى بدأ الحرب فى أوكرانيا فى فبراير 2014، لضمان فوز رئيس أوكرانى منتخب ديمقراطيا من قبل نظام معاد لروسيا كبديل للرئيس السابق الموالى لروسيا، والذى من شأنه أن يشرع بعد ذلك فى القضاء على الناس فى أجزاء من أوكرانيا التى صوتت بأغلبية ساحقة للزعيم الأوكرانى الذى أطاح أوباما به (أراد أوباما أن يكون النظام الجديد المعادى لروسيا دائما «ديمقراطيا»).
وقد اتبع النظام الأمريكى للمحافظين الجدد المنهج بتحويل أوكرانيا إلى عدو لروسيا، على سبيل المثال: خلال 2003ــ2009، أراد نحو 20٪ فقط من الشعب الأوكرانى عضوية الناتو، بينما عارضها نحو 55٪. فى عام 2010، وجدت مؤسسة جالوب أنه بينما اعتبر 17٪ من الشعب الأوكرانى أن الناتو يعنى «حماية بلدك»، قال 40٪ إنه «تهديد لبلدك». وبالتالى اعتبر معظم الشعب الأوكرانى فى الغالب الناتو عدوا وليس صديقا. ولكن تغيرت الأوضاع بعد الانقلاب الأوكرانى فى فبراير 2014، حيث أسفرت نتائج الاستطلاع إزاء انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو بتأييد أغلبية شعب أوكرانيا الانضمام.
لقد فعل بوتين كل ما فى وسعه قبل 24 فبراير 2022، باستثناء غزو أوكرانيا فى عهد أوباما، من أجل تغيير ما تسبب فيه أوباما. إنها مسألة تتعلق بالأمن القومى الأساسى لروسيا، من أجل منع وضع الصواريخ الأمريكية فى نهاية المطاف على حدود روسيا التى تستغرق خمس دقائق فقط بالطائرة لضرب موسكو.
من المؤكد أن الحرب فى أوكرانيا لم تبدأ فى فبراير 2022، حيث بدأت الشرارة فى يونيو 2011، حيث كانت فى مراحل التخطيط من قبل نظام أوباما. هذا هو الوقت الذى بدأ فيه التخطيط لما قد يكون الحرب العالمية الثالثة، وفقا لجوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس.
إن قطع إمدادات الوقود الأساسية من روسيا إلى أوروبا هو مجرد استمرار لتلك الحرب، التى كان أوباما يخطط لها بالفعل فى واشنطن فى موعد أقصاه يونيو 2011. حتى أنه قال فى عام 2014 إن أوروبا «يمكن الاستغناء عنها»، هذا هو موقف الإمبريالى تجاه المستعمرات. إنه موقف حكام أمريكا تجاه أنظمتهم العميلة. الآن تدفع شعوب أوروبا ثمن ذلك، وسترتفع هذه الأسعار حتى تصل إلى عنان السماء، بالأخص وقت برودة الطقس. بالتأكيد، سوف يلوم هؤلاء القادة بوتين جراء ما ارتكبوا من أخطاء فى حق أنفسهم.

ترجمة وتحرير: وفاء هانى عمر
النص الأصلي

التعليقات