معلومة على مسئوليتى - محمد موسى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 8:34 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

معلومة على مسئوليتى

نشر فى : الأربعاء 24 سبتمبر 2014 - 9:10 ص | آخر تحديث : الأربعاء 24 سبتمبر 2014 - 2:43 م

"نتمنى إن تبتعد المناقشات عن الطائفية والمذهبية، هذه الحلقة ليست لمناقشة المذهب الشيعي، ما يهمنا مشاهد في قنوات شيعية تبث للأسف من مصر، ولها مراكز في دول أوروربية، هدفها إشعال الفتنة".


مقدمة بدأ بها وائل الإبراشي برنامجه على قناة دريم أمس الأول، والذين صدقوه وتابعوا جهوده ضد "إشعال الفتنة"، استمتعوا بحلقة من السباب المتبادل، والشتائم، والفتنة الشيعية السنية على أشد ما يمكن لمذيع يستند إلى تاريخ طويل من إشعال الفتن والإثارة.


جهز الإبراشي مشاهديه للمحرقة الطائفية بفيديو من قناة مجهولة، لمصريين يعتنقون المذهب الشيعي على الهواء، ولمزيد من التسخين قال: ليست مواجهة سني شيعي، لكن القضية أعمق من ذلك، فمن طقوس اعتناق المذهب الشيعي أن يتم لعن الصحابة بالشكل الذي سوف تشاهدونه.
قنبلة الإبراشي كانت مكالمة أقرب إلى التوضيب، على قناة متطرفة لا تمثل إلا أصحابها وشيوخها.


وبدأت المناقشة، ووصل الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف، إلى أقصى درجات الانفعال، حين صرخ فينا بأن الشيعة يريدون احتلال مصر، وأنهم أخطر على الإسلام من الصهيونية.


يخاف الإبراشي أن تفوت مشاهديه هذه الجملة "الحراقة"، فيسأله بوجه محايد: يعني الشيعة أخطر من الصهيونية؟
فيرد عبادة بتأكيد: أخطر من الصهيونية، ومرسي اللي دخلهم مصر، لكن الرئيس مبارك رفض.


ومع العالم الفاضل احتدم النقاش حول هوية هم أهل البيت، هل هم خمسة فقط، أم كامل الشجرة المباركة؟ انفعل وهو يضيف: ها هو الخطر الداهم، والنقطة الفيصلية، إنهم يحاربون آل البيت، فما الفرق بين آل البيت من السيدة البتول فاطمة، وآل البيت من سيدنا العباس؟.
يحتدم النقاش حتى نسمع عبارة: لعنة الله عليك أنت ومعاوية.


نعم، معاوية ابن أبي سفيان كان بطل الوقت الذي ضاع على القناة وعلى المشاهدين، وقد ترك المذيع الساحة للصراخ، واكتفي بتمتمة الصلاة على النبي (ص) كلما ورد ذكره، تأكيدا على ورعه وجدارته بالدفاع عن الإسلام الغلبان.


ليست المرة الأولى التي يتحول فيهاالإبراشي إلى مشعل حرائق طائفية وسياسية. في أبريل 2009 قدم حلقة تسخينية ضد البهائيين في مصر، انتهت الحلقة وجيران البهائيين في الشورانية، بسوهاج، يحرقون عليهم بيوتهم، لأنهم مرتدون. وكتب أحد الذين انفعلوا بجهود الأستاذ وائل: يا اخوانا حد المرتد هو ضرب العنق وليس الحرق، راجعوا ما قيل فى سيدنا على رضى الله عنه عندما حرق المرتدين: لا تعذبوا بعذاب الله.
في نوفمبر 2012 استضاف شيخا متشددا، وطلب منه بإلحاح رأيه في التماثيل الفرعونية، وظل يكرر سؤالا واحدا: يعني هل ستهدمون أبا الهول إذا حكمتم؟ فيرد الرجل بأن هذا هو رأي الشرع، وظل الإبراشي يكرر السؤال حتى حصل على الجوهرة الخالدة، قال الشيخ مرجان، نعم سنهدمه.
واستراح المذيع.


الإبراشي مثل كل مقدمي برامج الصباح والسهرة على الفضائيات، يبحث عما يجعله مادة صحفية صباح اليوم التالي، وعندما تضع اسم واحد منهم في جوجل، مع كلمات مثل: يهجم، ينتقد، يسخر من.. ستجد الخير كله. المذيع في هذا الزمن محرض وزعيم وطويل اللسان، لكنه ليس صحفيا، ولا إعلاميا، ولا يقدم الحد الادنى من الفائدة للملايين الذي جلسوا ليعرفوا حقائق ما يجري في بلدهم، وهذه نماذج من خدمات الإبراشي لمشاهديه.
"الاخوان تربية وقحة، ومظاهراتهم همجية وكلها شتائم"، قالها بعد حادث يوسف الحسيني في نيويورك قبل أيام. المذيع يرد على الشتائم بمثلها وأحسن.


"وزارة قلة الادب والجهل، مش التربية والتعليم"، قالها بعد تعرض زميلة من البرنامج لاعتداء حرس الوزارة. المذيع يتخذ من البرنامج منصة للقصاص من أي مسئول يتجاوز في حقه.


"عاملة فيها نجمة"، يهاجم ممثلة شابة لعدم احترامها موعد الحضور له. البرنامج مساحة شخصية لتصفية الحسابات.
"احنا مش قدام طلبة، احنا قدام أعضاء تنظيميين في جماعة الإخوان"، قالها بعد مقطع لطالب يهاجم النظام السياسي والإعلام. المذيع يتحول إلى مرشد علني يساعد الشرطة.


لكن ولا مرة يتحول فيها المذيع إلى مذيع.


ها هو يتحدث عن لقاء محتمل بين السيسي وأوباما في واشنطن في حلقة أمس الأول. يقول بالحرف: مصر لم تطلب من أوباما لقاء السيسي، لأن لما تطلب، وهو يرفض، تبقى فضيحة. المحيطون بأوباما متحمسون لهذا اللقاء، البنتاجون نفسه متحمس جدا، لكن أوباما عنده بعض المواقف التي لم تتحدد. مصر مش حتطلب، أوباما هو الذي "يجب" أن يطلب.


تحليل سياسي يصلح لقتل الوقت على مقهى بلدي، لا معلومة، ولا دقة، ولا مصدر.
نحن في عصر مذيع التوك الشو الذي لا يستعد لجمهوره وشغله إلا بارتداء البدلة والكرافات، أما مضمون الكلام، "فربنا بيسهل على الهوا". ولأن الجزاء يكون من جنس العمل، رد أحد خصوم الإبراشي عليه بنفس الطريقة: اتهامات مرسلة، وكلام بلا مصدر.


محمد الصغير على قناة رابعة قال: خذوا هذه المعلومة على مسئوليتي، أحد أصدقائي من المشايخ الأفاضل، قال لي إنه في دولة من الدول، دخل معبدا بهائيا، فوجد لافتة مكتوبا عليها أشهر البهائيين في العالم العربي، ووجد في المقدمة وائل الإبراشي. وأضاف في ثقة: هذا البهائي المنافق.
تلك هي اللغة: أحد أصدقائي، في دولة من الدول، دخل أحد المعابد.. أليست هذه لغة الإبراشي، ومصادره الغامضة، ومجوهراته الخالدة؟

محمد موسى  صحفي مصري