المنتخب لعب أحسن مبارياته فى البطولة.. وصمد فى معركة الوسط.. واستغل مساحات الغرور عند الأفيال..
فلسفة كيروش هى الاستحواذ.. والهجوم المضاد.. وصناعة الفرص.. لكن الفريق ذهب لدور الثمانية بهدفين فقط
** بعد الفوز على الجزائر 3/1، لمواجهة منتخب مصر فى دور الستة عشر، سرت نغمة فى أوساط كرة القدم فى كوت ديفوار أن ما حدث قبل 14 عاما فى غانا 2008 لن نسمح بتكراره ولن يتكرر. وأيامها فاز منتخب مصر على أحسن أجيال كوت ديفوار 4/1. بينما كانت النغمة مختلفة فى أروقة الكرة المصرية. «كعبنا أعلى على الأفيال»، «فزنا فى آخر 10 مواجهات بكأس الأمم الأفريقية 9 مباريات». نلعب أفضل أمام الفرق الكبيرة.
** بالفعل قدم منتخب مصر أحسن مبارياته منذ 2019 أمام كوت ديفوار، ونجح فى تقسيم المباراة، وتغيير الإيقاع. ومعيار تقييم جودة الأداء هنا يبدأ من تقدير قوة الخصم. فربما لعب منتخب مصر أمام السودان بالسيطرة والمبادرة، لكنه أمر متوقع للظروف التى تمر بها الكرة السودانية منذ سنوات، إلا أن إهدار الفرص جعل المباراة السهلة تبدو صعبة، خاصة بعد تهديد مرمى مصر فى الدقيقة 80 بفرصة كادت تمنح السودان التعادل.
** أمام كوت ديفوار أضاف كيروش موجات هجومية خادعة بعد قرابة نصف الساعة بتحركات خماسية من جانب مرموش الذى كان من أهم مفاتيح الهجوم خاصة فى الشوط الأول، ومصطفى محمد، والسولية، والننى، وصلاح. فى استغلالهم للمساحات التى اتسعت بغرور الأفيال فى بدايات المباراة، وكان بمقدور المنتخب تسجيل هدفين فى الربع ساعة الأخير من الشوط الأول. لكن بالمثل كانت مهارات لاعبى كوت ديفوار فى مواقف الهجوم قد هددت مرمى الشناوى الذى تألق وتصدى لفرصتين خطيرتين.
** ماذا تغير فى أداء منتخب مصر فى هذه المباراة؟
** روح قتالية، والتسلح بروح الفرسان، وضغط حتمى فى ملعبنا، وجهد بدنى كبير جدا من جميع اللاعبين، وشعور هائل بالمسئولية، خاصة مع الانتقادات التى وجهت إلى الفريق. وبراعة حارس المرمى الشناوى وأبو جبل، وتغير أيضا أن كيروش عزز الوسط بحمدى فتحى، وهو لاعب سريع ومدافع، وقادر على التمدد خلف المهاجمين، متخليا عن دوره الأول وهو مدافع الوسط الأول أحيانا، المكلف بتغطية تقدم الننى السولية. وتغير أيضا نجاح فتحى فى مساندة فتوح، والننى فى مساعدة عمر كمال عبدالواحد، فى تغطية للكثافات الهجومية لكوت ديفوار من الطرفين، بجانب تغطية تقدم السولية، الذى كان بمقدوره التسجيل أكثر من مرة. واللعب إلى الأمام من مظاهر التغيير فى أداء المنتخب الوطنى فى تلك المباراة، وهو أهم مطالب النقاد وجماهير المنتخب. بسرعة الانتقال إلى منطقة الهجوم، بمساعدة قادمة من الظهيرين فتوح وعمر كمال عبدالواحد على الرغم من الضغوط التى تعرضا لها من أجنحة ووسط كوت ديفوار. كما كان قلبا الدفاع أحمد حجازى ومحمد عبدالمنعم فى قمة اليقظة، داخل الصندوق.
** يقف كيروش على الخط فى المنطقة الفنية مرسلا توجيهاته للاعبيه، بامتلاك الكرة، مع سرعة الارتداد فى هجوم مضاد. وتلك هى فلسفته، منذ أيام تدريبه لمنتخب الشباب البرتغالى قبل 30 عامًا؛ حيث فضل كيروش أسلوب الحذر القائم على الاستحواذ. وقد مضت ثلاثة عقود وما زال الرجل محتفظا بأفكاره وبأسلوبه الذى لم يتغير مع منتخب مصر فى الكاميرون.
** فى مرحلة المجموعات كان لمنتخب مصر سادس أكبر عدد من نسب الاستحواذ وانتهت كل مباراة بنتيجة 1/صفر الهزيمة أمام نيجيريا والفوز على غينيا بيساو والسودان، وبتسجيل هدفين فقط نجح منتخب مصر فى التأهل لدور الثمانية، والواقع أن هذا العدد القليل جدا من الأهداف لا يعبر عن الفرص التى صنعها منتخب مصر فى ثلاث مباريات تحديدا أمام غينيا بيساو والسودان وكوت ديفوار. فإهدار الفرص من مواقف تسجيل سهلة ظل قائما فى تلك المباراة الملحمية أمام منتخب الأفيال.
** ماذا تغير عن كأس الأمم الأفريقية 2017؟ ما الفارق بين هيكتور كوبر وبين كارلوس كيروش؟ الحذر المبالغ به من جانب كوبر أعلى من حذر كيروش. وإلزام لاعبى الهجوم فى 2017 بواجبات وأحمال دفاعية أضعف فرص صناعة الفرص وتسجيل الأهداف. وعلى الرغم من التأهل لدور الثمانية تحت قيادة كيروش بهدفين فقط إلا أن الفريق صنع الكثير من الفرص، سواء فى كأس العرب أو فى الكاميرون. وأضف إلى أن «لعبة ارميها لصلاح أيام كوبر» أضيف إليها لعبة «ارميها لصلاح ومرموش وممكن السولية أيام كيروش».
** وتبقى مواجهة المغرب فى دور الثمانية حكاية أخرى..