هل يواجه العالم دورات أم تغيرات مناخية؟ - سامح عبدالله العلايلى - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 1:48 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل يواجه العالم دورات أم تغيرات مناخية؟

نشر فى : السبت 29 يوليه 2023 - 8:30 م | آخر تحديث : السبت 29 يوليه 2023 - 8:30 م
مع تصاعد دورات التطرف المناخى فى السنوات الأخيرة فى بلدان أُوروبا وآسيا والأمريكتين، انصبت التفسيرات العلمية لهذه الظواهر على أنها تغيرات مناخية تحدث نتيجة تصاعد حجم أنشطة ملوثة للمناخ من صنع البشر فى مجالات كثيرة صناعية وزراعية والنقل بأنواعه إضافة إلى تقلص مساحات الحيز الأخضر والغابات.
لكن نظرة خلفية للتاريخ الطبيعى سنجد أن العالم تعرض لموجات من الدورات المناخية متدرجة فى الشدة وفى مقياس الزمن.. فهناك دورات استغرقت ملايين السنين مثل ما حدث عندما خُلقت كتلة الأرض مشتعلة بالنيران هدأت بعد حين لتتحول إلى كتلة من الجليد استمرت زمنا إلى احترت مرة أخرى لفترة أعقبها عصر جليدى ثانٍ، ولم يكن للبشر يد فى حدوث هذه الظواهر.
كذلك حدثت دورات تقاس بعدة عشرات آلاف من السنين مثلما حدث عندما كان شمال أفريقيا أرضا خضراء تعرض تدريجيا لنوبات من الجفاف والتصحر، مما أجبر جماعات الإنسان البدائى المستوطنة إلى الهجرة تدريجيا فى اتجاه وادى النيل للاستقرار وبدء مرحلة جديدة من تطور تجمعات بنى البشر وهو الأمر الذى فسره العالم البريطانى جيمس برستد فى كتابه «فجر الضمير»، يُذكر هنا أيضا ما سطره العالم الراحل د. القصاص فى توثيق نشأة وادى النيل منذ حوالى ستة ملايين عام عندما حدثت تغييرات جيولوجية كبرى جنوب أفريقيا مما أدى لانسياب موارد المياه شمالا فى اتجاه المتوسط بدلا من اتجاهها جنوبا فى اتجاه المحيط الهندى، يُذكر أيضا دورات قوة فيضان النيل من سنوات الضعف إلى سنوات القوة.
دورات مناخية كثيرة أخرى تعرض لها العالم على مدى التاريخ الطويل لم يكن للبشر يد فى حدوثها، لكن ما يحدث الآن وهل هو دورة أم تغير مناخى، فلا شك أن للبشر يدا فى تسريع حدوثه فهم ليسوا أبرياء تماما من ما يحدث حاليا من تسريع حدوث ظواهر مناخية شديدة التطرف، حيث الملاحظ بالقياسات العلمية أن الأنشطة الإنتاجية الكُبرى فى الصناعة والزراعة والإنتاج الحيوانى والنقل التى لا تراعى فيها الاحتياطات الآمنة لمنع ظواهر الاحتباس الحرارى لها تأثير فى ازدياد حدة التطرف المناخى.
على أى الأحوال فإنه على البشرية جمعاء وخاصة المجتمعات صاحبة اليد العليا الاستعداد بالأمانة اللازمة لما هو منتظر حدوثه من تغيرات جوهرية فى المناخ، والتى ستؤدى إلى نوبات هجرة كبيرة للمجتمعات المتضررة وإلى تناقص فى حجم إنتاج الغذاء واختفاء مسطحات شاطئية.. إلى آخره من توابع هذه التغيرات.
سامح عبدالله العلايلى عميد سابق وأستاذ بكلية التخطيط العمرانى جامعة القاهرة
التعليقات