«الصبر طيب» - محمود قاسم - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 8:01 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الصبر طيب»

نشر فى : الجمعة 7 سبتمبر 2018 - 8:55 م | آخر تحديث : الجمعة 7 سبتمبر 2018 - 8:55 م

هذا فيلم يعكس أحوال السينما المصرية فى عقد الأربعينيات من القرن الماضى، حتى وإن كان مخرجه حسين فوزى الذى قدمه عام 1945 هو واحد من أكبر صناع الأفلام فى تاريخ السينما المصربة، خاصة ما يتعلق بالأفلام الاستعراضية، حتى وإن استعان فى بطولة فيلمه «الصبر طيب» بأساطين التمثيل فى تلك الحقبة، وعلى رأسهم زكى رستم، وبشارة واكيم، وزينب صدقى، ومحمود المليجى، ومحمود شكوكو فاكهة الأفلام، بالإضافة إلى تحية كاريوكا والمطرب الصداح إبراهيم حمودة، لكن يبدو كل شىء بالغ الارتباك فى هذا الفيلم، وأمام ضعف السيناريو الذى كتبه المخرج، وعدم تمكن المخرج من ادارة فريده بتمكن فإن الفيلم عبارة عن حالة من تبادل المشاهد، فهذا مشهد تمثيلى يتبعه مشهد غنائى أو اسستعراضى يعقبه مشهد تمثيلي، وعليه فإن شخصيات الفيلم تعمل فى الصالات، أو الكباريهات بلغة تلك المرحلة، والحكاية نفسها تكرار لموضوع «روميو وجولييت» حول الحب المستحيل بين الراقصة سالمة سالم، والمطرب احمد.. الفتاة كان أبوها الممثل سالم سببا فى دخول والد أحمد إلى السجن عشرين عاما، والشاب لا يعرف أن أباه الذى يعتقده ميتا موجودا فى السجن، وقد أخبرته أمه انه مات، الأب اطلق رصاصة على زميلته الممثلة أثناء مشهد تمثيلى دون أن يعرف ان سالم خصمه حشا المسدس برصاص حى.

وكما نرى فإننا شاهدنا القصة عشرات المرات، حول الحب المستحيل، وبعد خروج الأب من السجن باحثا عن اسرته، فإن الابن أحمد يكون فى أشد حالات الارتباط مع حبيبته، وتتعقد الأمور حين يلقى سالم بشباكه على زوجة غريمه التى انتظرت خروج رشاد طوال عشرين عاما، ووسط هذا كله فإن الفيلم يبتدع شخصية ثانوية كى تتصدر المشهد وهو المعلم قرموط صديق الأب فى الزنزانة الذى يخرج من السجن كى يتولى فك لغز اختفاء الزوجة وابنها.

الفيلم به مشاهد مؤثرة للغاية يجيد صناعتها حسين فوزي، مثل الاغنية التى يرددها الأب لولده الوحيد ثلاث مرات قبل أن ينام، هو يردد: «تلات ملايكة يحرسوك يامنى عين أمك وأبوك»، ثم يغنيها مجددا وهو يحمله بين يديه قبل أن يخرج مع رجال الشرطة إلى مصيره المحتوم، ثم إن الاب يردد الأغنية نفسها فى نهاية الفيلم لأحفاده بعد أن تم حل كل المشاكل، وسلم المجرم نفسه إلى العدالة.

نسخة الفيلم فى اليوتيوب تؤكد أنها كانت موجودة فى السينماتيك الأمريكى، لعله المكان نفسه الذى توجد فيه افلام مصرية لا نعرف عنها شيئا من انتاج شركة مترو جولدن مايير مثل «آخر من يعلم» لكمال عطية ــ 1959، و«الضوء الخافت» لفطين عبدالوهاب ــ 1962، بطولة سعاد حسن.

نصيحة: إذا عرفت أن فيلما قديما يشترك فيه بشارة واكيم فلا تفوتك مشاهدته لأنك حتما سوف تستمتع به

التعليقات