جريدة الخليج ــ الإمارات شجون تطوير الموسيقى - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:36 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جريدة الخليج ــ الإمارات شجون تطوير الموسيقى

نشر فى : الأحد 16 يناير 2022 - 9:05 م | آخر تحديث : الأحد 16 يناير 2022 - 9:05 م

نشرت جريدة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب عبداللطيف الزبيدى، تناول فيه وضع الموسيقى العربية اليوم، وكيف أصبح تطويرها أصعب من أى وقت مضى... نعرض منه ما يلى:

لماذا الأسى منذ البداية: شجون؟ لأن تطوير الموسيقى العربية لا يُعرف رأسه من ذيله. ثم إن الإعلام ليس هو المسئول عن حمل هذه الأعباء الأكاديمية، الإبداعية، الجمالية، التربوية. يتلخص وضع موسيقانا فى مشهدين، الأوّل فوضى أكاديمية وعدم انضباط، فى النظرية والتطبيق، الآخر هشاشة عظام فى الإبداع تتوكأ على عكّاز الماضى.

الفوضى الأكاديمية تشكيلة، منها فقدان الموسيقيين الجادّين السيطرة على الأوضاع، انعدام العمل الوثيق بين الموسيقيين الجادين، عدم وجود تأثير للمعاهد الموسيقية ومراكز البحوث الموسيقية (فى مصر بخاصة) فى الوسط الموسيقى، غياب القامات التى تمثل الرموز والمكانة المحوريّة، لهذا يسود عدم الانضباط.

تيارات الإبداع تحتاج إلى مهد ومجرى، أى ريادة وازنة وبوصلة. من العشرين إلى السبعين من القرن الماضى، كانت القاهرة المهد والمجرى، وكانت الريادة والبوصلة كوكبة من الأساطين، دلت البراهين على أنها كانت ريادة ذوقيّة فقط. عدم الانضباط فى النظرية، أن أهل الدراسات النغميّة لم يفكّروا فى حلّ علمى جرىء لقضيّة أن الموسيقى العربية ليس لها سلم أو أى نظام يجمع المقامات.

التطوير اليوم أعسر من أى وقت مضى، إذ لا يمكن العودة إلى الماضى. الأمر محال. يقينا، نحلم بحقبة مثل العصر الذهبى (1920ــ70)، يتألق فيها الفن الرفيع. لكن، حتى لو أمطرتنا سماء الموسيقى بعشرات من أساطين تلك العقود الخمسة، فإن المشكلة لن تحل، ستظل «قل للزمان ارجع يا زمان». لننقل المشهد بعيدا لكى نراه على نحو أفضل. تخيّل أن يظهر الآن عشرون مثل باخ، وعشرون من موتزارت، وعشرون مثل بيتهوفن، كيف سيكون إحساسهم بالموسيقى اللاّمقامية (آتونال) لدى أرنولد شونبرج إلى بيير بوليز؟ بالقياس: فى العقدين الرابع والخامس الماضيين، لم يكن للمراهقين حساب فى جمهور السنباطى، زكريا أحمد، أم كلثوم.اليوم ملايين «اللايكات» كلها أذواق جيل مختلف.

عشاق الموسيقى السيمفونية لا يحصى عددهم عالميّا، لكن، أن يؤلف موسيقى نمساوى أو إيطالى على منوال هايدن وفيفالدى، فذلك محال. لا عودة إلى الماضى ولو كان أرقى.
لا يأس، فبالرغم من أننا لو جمعنا مائة من كتّاب كلمات الأغنية، ما استطاعوا الإتيان بزخرفة منمنمة مثل قطعة صغيرة، فى حجم أغنية «ليه يا بنفسج»، لكى تحدث نهضة موسيقية عصرية، يجب أن يقوم صرحها على أسس أكاديمية إبداعية.

لزوم ما يلزم: النتيجة اليقينيّة: يجب الاقتناع أوّلا بأن الموسيقى ضرورة حيويّة، وليست جملة اعتراضية هامشية.

التعليقات