ماذا رأيت في الصورة؟ - منى أبو النصر - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 3:32 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ماذا رأيت في الصورة؟

نشر فى : الأربعاء 10 أغسطس 2016 - 9:25 م | آخر تحديث : الأربعاء 10 أغسطس 2016 - 9:25 م
قاد "حمادة" الجميع لحلبة مصارعة حرة على مواقع التواصل الاجتماعي مطالبين بإعادته من البعثة المصرية بعدما أثار بتصرفه الفردي جدلا وغضبا لانهائيا برفعه العلم السعودي أثناء عرض البعثة المصرية في افتتاح أوليمبياد ريو ديجانيرو ،سباق تناحر فيه الجميع مطالبين بإعادة اللاعب المشارك حمادة طلعت الذي لم يحترم علم بلده يوم تمثيلها ، في الوقت الذي كان العالم كله مشغولا برقص السامبا منبهرا بتحدى البرازيل للجميع، بدءا من لدغ الناموس "فيروس زيكا" وحتى تهديدات الإرهاب .

توارت عاصفة "حمادة" جانبا ليحدثك آخرون ،من المحسوبين على المثقفين، عن مستوى "الجمال" المتواضع لفتيات البعثة المصرية "غير المشرف" ونعتهن بالقبيحات ! وصورة يتلقفها العالم من "رويترز" تجمع بين لاعبة ألمانية وأخرى مصرية خلال إحدى مباريات الكرة الشاطئية، ترتدي فيها الألمانية "البيكيني" فيما ترتدي المصرية الحجاب "مايوه طويل"، صورة صارخة التناقض، رسالتها أن الرياضة جمعت تناقضات الثقافة وفتتت الخلاف ، في الوقت الذي كانت الصورة تؤول فيه من جانب قطاع عريض في مصر ،مرة بالسخرية من "المايوه" الطويل الذي ارتدته اللاعبة المصرية، ،رغم إجازة اللجنة الأوليميبية لها بارتداء الحجاب أثناء اللعب ، فيما أقحم آخرون الصورة في سجال عن مدى فرضية الحجاب من عدمه ، سجال معروف مقدما ، ملئ بعبارات من عينة " ترضى أمك ولا أختك ولا مراتك تلعب برجليها باينة كده ؟ " وآخر يسب المستنكرين للعبها بالحجاب بأفجر الألفاظ ،ولا تخلو الساحة من آخر يفتي بأن ال legging "بنطلون ضيق" الذي كانت ترتديه اللاعبة المصرية لا يجوز شرعا وأنها كان ينبغى عليها عدم المشاركة في اللعبة من الأساس!

نسى الجميع أننا بصدد ملتقى رياضي دولى لا تصل له سوى "المحاربات"، اللاتي علاوة على الانجاز الرياضي دفعن "فواتير" باهظة في مجتمع ضاغط لا يرى الرياضة من أولوياته ،ثم نتوقف نحن عند المظهر كالعادة ، لماذا يحترم العالم الكفاءة والتخصص والحريات الشخصية ونسخفها نحن ونهينها ؟

فقد جيلي أى إيمان بجدوى هذا الحوار..أية دعوى لكف يد التسلط عن مراقبة الضمائر وفرض الدين بالسياط، ،فسواء اختلفنا أو اتفقنا ..أحببنا أو استنكرنا اختيار بعض اللاعبات الشخصي للحجاب ،هن في النهاية بطلات لهن مشروع رياضي وأهداف للتحقق ، ماذا سيكون شعورهن عندما يتابعن هذا الحوارالمجتمعي "الهابط" ؟

منح الله البشر عيونا وعقولا ، فكما في نموذج صورة "رويترز"، البعض رآها آية على التعددية الثقافية التي يمكن أن تحتضنها الرياضة ،والبعض رآها فرصة للتغزل في "جمال" اللاعبات ، ورآها آخرون فرصة للنضال وتجديد رفضهن الحجاب.

• في خضم هذه الفوضى، تمر أمامك على "تويتر" تغريدات تهتف ببطلة السباحة الأوليمبية "يسرا ماردينى"،18 عاما، اللاجئة السورية التي شقت وأختها البحر هربا من الموت الذي التهم وطنها، عبرتا بحر "إيجه "على متن قارب يحمل 20 شخصا بدلاً من 6، وكان غرقه بعد 30 دقيقة نتيجة حتمية لذلك.
وبعد أن بدأ الماء يملأ القارب قفزت يسرا وشقيقتها سارة إلى المياه وكافحتا لدفع القارب إلى الشاطئ وأنقذتا حياة ٢٠ شخصا.

أُستقبلت يسرا في "ريو" مع فريق اللاجئين الأوليمبي بتشجيع لانهائي، باعتبارهم مشاركين في حدث يجمع العالم بعد أن فرقته سياساته تجاه اللاجئين، وسط هذا الحدث الإنساني المرهف ، تقرأ لأحدهم "ينعق" على تويتر،ومعه أشباهه، يقولون ما معناه " لو كانت قد غرقت لكان أفضل لها من ظهورها عارية" ..لعن الله غلظة القلب وضلال الحجة..
منى أبو النصر صحفية مصرية
التعليقات