رسائل الكرة الإفريقية السمراء..! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 8:03 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رسائل الكرة الإفريقية السمراء..!

نشر فى : الأحد 13 يناير 2019 - 9:15 م | آخر تحديث : الأحد 13 يناير 2019 - 9:15 م

** أفهم أن الجمهور يشاهد فريقه فقط ويتحمس له وينفعل بكل لمساته، لكن الناقد أو المحلل عليه أن يرى الفريقين جيدا، وعليه أن يرى كيف يلعب الآخر؟
** لم تكتمل الكثير من هجمات الأهلى الجماعية بسبب الصلابة الدفاعية والقوة البدنية والضغط فى مواقع الملعب المختلفة من جانب فيتا كلوب. وعندما كانت النتيجة هى التعادل حتى الدقيقة 65، ظل فيتا كلوب محتفظا بخططه الدفاعية، فكان هدفه الأول هو الخروج بالنقطة.. لكن الأمر اختلف بعد هدف ناصر ماهر، وتحرك الفريق الكونغولى للهجوم وشكل خطورة على مرمى الأهلى وكاد يتعادل، لولا يقظة الشناوى.
** فارق اللياقة البدنية والقوة الجسدية كبير وهو لمصلحة فيتا كلوب. فالكرات المشتركة له، بالقوة المشوبة بالعنف. والسرعات له، والفريق يضغط بلاعبين وبثلاثة على أى لاعب يمتلك الكرة. لذلك كانت الهجمات الجماعية للأهلى قليلة، وكان بعضها جيدا، ومنها جملة الهدف الأول التى شهدت مجموعة تمريرات وتحركات وانتهت بالهدف.
** لكن معظم هجمات الفريق كانت فردية، ومعظم العمليات الدفاعية كانت فردية، مع ملاحظة أن فيتا كلوب كان يلعب بعشرة لاعبين لمدة ساعة تقريبا.. لذلك حين تسأل نفسك عن نجوم الأهلى فى اللقاء، سوف ترى أنهم: رمضان صبحى ومعلول وهشام محمد وناصر ماهر حين شارك.. وسوف يدهشك أن الفريق انتزع الفوز انتزاعا، وبصعوبة، ومع ذلك كان يمكنه أن يخرج فائزا بأربعة أهداف من فرص لاحت لرمضان صبحى، ووليد سليمان، ونيدفيد، والسولية.
** فريق فيتا كلوب لا يتعب. ولا يتوقف عن الحركة. وهذا الفريق سيكون له شكل آخر وهو يلعب على أرضه. وهذا الفريق أيضا يعكس تطور الكرة الإفريقية وتطور كرة القدم فى الكونغو وفى فرق القارة السمراء، التى باتت تلعب بالتكتيك وبالمهارات الفردية والجماعية، وتخلت على التلقائية والفطرة والسذاجة الدفاعية، كما تخلت عن الاندفاع وعن إخلاء المساحات فى ملعبها، فكان فيتا كلوب نموذجا لذلك.
** بالنتيجة هو فوز مهم للأهلى بالطبع. لكن المباراة رسالة تحذير مكررة إلى الجميع من هذا التطور الذى طرأ على فرق الأندية الإفريقية، وهو يقترب من مستويات منتخبات القارة. فالقوة البدينة والسرعة والأداء الجماعى والدفاعى المنظم هو أسلوب الفرق التى تهدد عرش الفرق المصرية والشمال الإفريقى فى السيطرة على بطولتى القارة.
** هزيمة الإسماعيلى من مازيمبى الكونغولى تحمل الرسالة نفسها، وصحيح أن الدراويش أهدروا ركلة جزاء عن طريق باهر المحمدى فى الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول لكن مازيمبى لعب وقاتل فى الشوط الثانى وهو يلعب بعشرة لاعبين واستطاع أن يسجل هدفين عن طريق تشيكو أوشيندى فى الدقيقة 83 وكيفين مونديكو فى الدقيقة 86 عند نهاية المباراة مما يعكس القوة واللياقة البدنية.
** أكرر تلك الرسالة الإفريقية، لتغير أساليب فرق القارة السمراء وتطورها، وتركيزها على مهارات الكرة الجديدة، وأهمها القوة البدنية واللياقة والسرعة، وهو ما يجعل اللاعب الإفريقى فائزا فى الالتحامات الفردية وبالتالى الجماعية، فيفقد اللاعب المصرى الكرة كثيرا، ولمواجهة ذلك لابد من اللعب من لمسة واحدة، والتحرك المستمر للزملاء لمنح اللاعب الذى يمتلك الكرة عدة اختيارات للتمرير للتغلب على الضغط وعلى القوة البدنية الإفريقية.
** الرسالة الأهم إلى خافيير أجيرى.. فكل منتخب هو نتاج لاعبين وفرق أندية، ولذلك لعل الجهاز الفنى للمنتخب يحلل ويدرس مستويات فرق القارة السمراء جيدا.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.